نظرية المعرفة عند الإمامية مرويات «الكافي» مستندا - صفحه 258

من يصرّ على أنّ المعرفة كلّها احتمالية، إلى جانب من يرى معرفة العالم مستحيلة .
وعليه ووفق التراتبية ، لا مجال لاعتماد مرجعية محدّدة أو محدودة للمعرفة في التصوّر الإسلامي .
وبذلك ندرك من جهة تاريخ الفكر عند المسلمين أنّ اعتبار أحد المصادر هو الأساس أو المسلك الرئيس ، وإغفال أهمّية ودور المصادر الأُخرى قد انتهى إلى التصدّع ، فلقد تصدّع الحدسيون الإسلاميون بالدرجة التي تصدّع المغالون في الاعتماد على العقلانية المجرّدة من تساند المسالك الأُخرى .

المبحث الخامس : مسالك المعرفة

زخرت أحاديث الكافي بما يشكّل كتلة معرفية يكوّن مجموعها مسالك المعرفة، ومن تلك المسالك :
1 ـ إشاعة ثقافة السؤال والتساؤل : فبين النصّ والتساؤل مسلك للبيان . فقد ورد عن أصحاب الصادق عنه عليه السلام أنّه قال لحمران :
إنّما يهلك الناس لأنّهم لا يسألون۱.
وورد عنه عليه السلام :
إنّ هذا العلم عليه قفل، ومفتاحه المسألة۲.
وعنه عليه السلام قال :
لا يسع الناس حتّى يسألوا۳.
2 ـ التعايش الدائم مع المعرفة ؛ وهو مسلك اعتبار هاجس المعرفة (قلق) دائم يسعى إليه الناس للاستزادة الدائمة، قال الإمام الباقر عليه السلام :

1.المصدر السابق : ج ۲۲ ص ۶۳ ح ۲ .

2.المصدر السابق : ح ۳.

3.المصدر السابق : ح ۴.

صفحه از 261