أ . سمات الشخصية المؤمنة العقلية والفكرية
أورد الإمام على عليه السلام في خطبته المشار إليها السمات العقلية والفكرية التالية للمؤمن : «الفطن، مغموم بفكره، استفهامه تَعلّم، مراجعته تَفهّم، كثيرٌ علمه، عالمٌ رصين، يحبّ في اللّه بفقهٍ وعلمٍ، مذكّر للعالم، معلّم للجاهل، دقيق النظر، لا ينطق بغير صواب، كلامه حكمة، يمزج الحلم بالعلم، يمزج العقل بالصبر، محكما أمره، يخالط الناس ليعلم، يسأل ليفهم».
ونقصد بالسمات العقلية، تلك السمات المعبّرة عن الاستعدادت والفعاليات الإدراكية العليا التي يتميّز بها الإنسان عن غيره من الكائنات سعةً وعمقا، مثل عمليات الإدراك الحسّي ـ العمليات التي يتمّ بواسطتها تفسير المثيرات الخارجية والداخلية التي تنقلها الحواسّ المختلفة إلى الدماغ ـ والتفكير والتعلّم والمعرفة والتخيّل والتذكّر والذكاء والتصوّر، والتي تتعامل معها منظومات الشخصية بناءً على أوامر الجهاز العصبي المركزي للإنسان.
ولعلّ كثير من هذه السمات لها أُصول أو استعدادات وراثية أو بيولوجية واضحة.
ونلاحظ من مجموعة السمات العقلية والفكرية التي وردت في الخطبة، أنّ الإمام علي عليه السلام جمع السمات والعوامل المحيطة بفعاليات الإنسان الذهنية كلّها، من الفطنة إلى الاستفهام إلى المراجعة، إلى كثرة العلم والرصانة ودقّة النظر والنطق بالصواب، والاتّجاه نحو الحكمة، وقد ذكر من السمات العقلية ما عدده (18) سمعةً. والجدول (1) يوضّح عدد السمات العقلية ونسبتها المنوية من مجموع السمات الكلّي: