سمات الشخصية المؤمنة و أنماطها في فكر الإمام عليّ (ع) في کتاب... - صفحه 184

ب . سمات الشخصية المؤمنة الانفعالية والوجدانية والمزاجية

أورد الإمام علي عليه السلام عددا من السمات الانفعالية والمزاجية للشخصية المؤمنة بلغ عددها (۲۰) سمة، تتمثّلف ب «حزنه في قلبه، بشره في وجهه، لا حقود، لا حسود، لا سبّاب، طويل الغمّ، بعيد الهمّ، كثير الصمت، إن ضحك لم يخرق، وإن غضب لم ينزق، مسرور بفقره، ضحكه تبسّم، لا يخرق به فرح، لا يطيش به مرح، هشّاش بشّاش، لا بعبّاس، لا بجسّاس، بسّام، كظوما غيظه».
و هنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ جميع الوجدانات والانفعالات والحالات المزاجية الإنسانية قد احتوتها الخطبة هذه، ونعني بالوجدانات والحالات الانفعالية والمزاجية تلك الأساليب الفردية الخاصّة التي يعتمدها شخصٌ ما في معايشته وتفاعله مع الواقع، وأيضا تكيّفه مع هذا الواقع، وصولاً لتحقيق حاجاته، وإرضاء دوافعه وطموحاته الشخصية، وذلك طبعا بالتناسق مع المتطّلبات والقواعد الاجتماعية.
لذا نجد أنّ الإمام علي عليه السلام قد أماط اللثام عن وجدانات الشخصية المؤمنة العملية الظاهرية «ضحكه تبسّم، لا يخرق به فرح، إن غضب لم ينزق... إلخ، وكذا الوجدانات الباطنة الداخلية «خزنه في قلبه، لا حقود، لا حسود، كظوما غيظه... إلخ»، مشيرا بذلك إلى أنّ الوجدان والانفعال يقوم بوظيفته كنظام فرعي رئيس في الشخصية، ويؤدّي دورا بارزا في السلوك. وذلك ما نجده في الأدبيات المعاصرة لعلم النفس، مثلما يرى ذلك «تومكنس 1962 Tomkins»:
إنّ نظام الوجدان هو النظام الدافعي الأوّلي للشخصية ۱ .
ومن الملاحظ أنّ السمات الانفعالية جاءت أكثر بقليل من السمات العقلية الواردة في الخطبة هذه، والجدول (2) يوضح العدد والنسبة المئوية.

1.AFFect, s. Izard , Tomkins Springor Pub. com. INC. New york.(۱۹۶۵) Cognition and Personality , C.E.

صفحه از 193