سمات الشخصية المؤمنة و أنماطها في فكر الإمام عليّ (ع) في کتاب... - صفحه 185

ج . سمات الشخصية المؤمنة الاجتماعية

أورد الإمام علي عليه السلام ، للسمات الاجتماعية في شخصية الفرد المؤمن، حيّزا واسعا، فقد ذكر (49) سمة، تتمثّل ب «الكيّس، لا عيّاب، لا مغتاب، يكره الرفعة، يشنأ السمعة، سهل الخليفة، ليّن العريكة، رصين الوفاء، قليل الأذى، لا متأفّك ولا متهتّك، لا عنف ولا صلفّ، لا متكلّف ولا متعمّق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدلٌ إن غضب، رفيقٌ إن طلب، لا يتهوّر ولا يتجبّر، وثيق العهد، وفليّ العقد، لا يغلظ على من دونه، لا يخوض فيما لا يعنيه، محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين، قوّال، عمّال، رفيقٌ بالخلق، عونٌ للضعيف، غوث للملهوف، يُقبل العثرة، يغفر الزلّة، لا يدع جنح حيف فيصلحهُ، يقبل العذر، يُجمِل الذكر، يحسن بالناس الظنّ، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصدق، مؤازر لأهل الحقّ، عونٌ للقريب، أبٌ لليتيم، بعلٌ للأرملة، حفيٌّ بأهل المسكنة، مشيهُ التواضع، لا يهجر أخاه، لا يمكر بأخيه، آمنا منه جاره، يخالط الناس ليعلم».
ولعلّ المتفحّص لما أورده الإمام عليه السلام ، في صفات المؤمن وعلاماته الاجتماعية، يجد أنّ هنالك فكرا اجتماعيا غاية في الدقّة، لا يصدر ولا يتمّ إلّا عن ذهن فيلسوف خبير، يجمع بين تحليلٍ استقرائيّ للذات الاجتماعية وحركتها ومساراتها في آن معا، ثمّ لا تجد إلّا أن تندهش من تلك اللوحة التركيبية والتفكيكية في آن معا أيضا.
فقد وقف الإمام عليه السلام كثيرا على سمات المؤمن الاجتماعية إيمانا منه، عالما ومحلّلاً واعيا بخفايا الإنسان ودوافعه وحاجاته الاجتماعية، حتّى وضع (49) سمة للمؤمن حينما يمارس دوره في محيطه الاجتماعي في أدواره الاجتماعية المختلفة، خلال تفاعله الاجتماعي مع واقعه المعاش، لذا مرةً يبيّن دوره كفرد له وجه اجتماعي يريده الناس منه: «كيّس، قوّال، عمّال، مشيّة التواضع... إلخ»، ومرةً يبيّن دوره في مواقف التفاعل الاجتماعي مع الآخرين: «لا عنف، لا صلف، جميل المنازعة، كريم المراجعة، وثيق العهد»... إلخ، ومرّات أُخرى يعطيه أدوارا اجتماعية استثنائية أو مضافة: «أبٌ لليتيم، بعلٌ للأرملة، حفيٌّ بأهل المسكنة»... إلخ.
وقد أراد الإمام عليه السلام القول إنّ حاجات ودوافع وغرائز المؤمن الاجتماعية هي من يجعله في قمّة هرم السمات الإنسانية التي يرضاها اللّه ـ عزّوجلّ ـ من عباده. والجدول (3) يوضّح عدد السمات الاجتماعية ونسبتها المئوية.

صفحه از 193