التعرف علی اسلوب دعاء مكارم الأخلاق
زهراء قاسم الپيوندي
السيد محمد رضا ابن الرسول
محمد الخاقاني
الدعاء من أهم النصوص في المعارف الشيعية؛ باعتباره الرابط بين الخالق و المخلوق، و أحد أبرز مصاديقه هو الصحيفة السجادية. فالظروف الحاكمة بعد ثورة عاشوراء فرضت علی الامام السجاد عليه السلام أن يستخدم اسلوباً آخر لنقل المعارف الی الآخرين، فاستخدم اسلوب الدعاء.
و أما الأسلوب الذي استخدمه الامام عليه السلام لأجل ترسيخ هذه المفاهيم في ذهن المخاطب، و تخليدها علی مدی التاريخ، فهو ما نريد التعرض له في هذا المقال.
إن دراسة الاسلوب المستخدم في دعاء مكارم الاخلاق باعتباره نموذجاً من هذا الكتاب الشريف، يدلنا علی الحقائق الكامنة و المؤثرة في هذه الكلمات النورانية. فالدقة في اللحن المستخدم في فقراته، و اختيار الاسلوب النحوي و الصرفي المناسب لأهداف الدعاء؛ نظير أفعل التفضيل الدال علی طلب الكمال، هما من المزايا الأخری لهذا الدعاء. و قد استخدم الامام الفاظاً تناسب المضمون تماماً، بحيث لا يمكن استبدال لفظ بلفظ مرادف له. و من أهم مزايا الاسلوب المستخدم في هذا الدعاء هي التكرار؛ حيث وقع التكرار في إطار الألفاظ والمعاني و العبارات.
المقال الحاضر و من خلال قراءة جديدة لدعاء «مكارم الأخلاق» تحاول دراسته من زاوية جديدة، و ستقوم بدراسته وفق المنهج الوصفي التحليلي؛ لتبين استخدام الامام عليه السلام لجميع العوامل المؤثرة من اللحن و السجع و الجناس و التضاد؛ ليعين علی خلود المعاني التي طرحها فيه. مع أن العدول عن النهج المتعارف في الصرف و النحو يؤدي الی