الذي کان رسول الله يصلي فيه: «كانَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ ص عَلَى عَهْدِهِ عِنْدَ الْمَنارَةِ الَّتي في وَسَطِ الْمَسْجِدِ وَ فَوْقُها إِلَى الْقِبْلَةِ نَحْواً مِنْ ثَلاثينَ ذِراعاً وَ عَنْ يَمينِها وَ عَنْ يَسارِها وَ خَلْفِها نَحْوٌ مِنْ ذَلِكَ فَتَحَرَّ ذَلِكَ وَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَكُونَ مُصَلّاكَ فيهِ فافْعَلْ فانَّهُ صَلَّى فيهِ أَلْفُ نَبي وَ إِنَّما سُمّي الْخَيْفَ لِأَنَّهُ مُرْتَفِعٌ عَنِ الْوادي وَ ما ارْتَفَعَ عَنْهُ يُسَمَّى خَيْفاً 1 ؛ 2
في كتاب الكافي: عَلي بْنُ إِبْراهيمَ عَنْ أَبيهِ عَنِ ابْنِ أَبي عُمَيْرٍ عَنْ مُعاويةَ بْنِ عَمّارٍ عَنْ أَبي عَبْدِ اللهِ(عليهالسلام) قالَ: «انْحَدِرْ مِنَ الصَّفا ماشياً إِلَى الْمَرْوَةِ وَ عَلَيْكَ السَّكينَةَ وَ الْوَقارَ حَتَّى تاتي المَنارَةَ وَ هي عَلَى طَرَفِ الْمَسْعَى فاسْعَ مِلأَ فُرُوجِكَ وَ قُلْ بِسْمِ اللهِ وَ اللهُ أَكْبَرُ وَ صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَ ارْحَمْ وَ تَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ وَ أَنْتَ الأَعَزُّ الأَكْرَمُ حَتَّى تَبْلُغَ المَنارَةَ الأُخْرَى فاذا جاوَزْتَها فَقُلْ يا ذا الْمَنِّ وَ الْفَضْلِ وَ الْكَرَمِ وَ النَّعْماءِ وَ الْجُودِ اغْفِرْ لي ذُنُوبي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ ثُمَّ امْشِ وَ عَلَيْكَ السَّكينَةَ وَ الْوَقارَ حَتَّى تاتي الْمَرْوَةَ فاصْعَدْ عَلَيْها حَتَّى يَبْدُوَ لَكَ الْبَيْتُ وَ اصْنَعْ عَلَيْها كَما صَنَعْتَ عَلَى الصَّفا وَ طُفْ بَيْنَهُما سَبْعَةَ أَشْواطٍ تَبْدا بِالصَّفا وَ تَخْتِمُ بِالْمَرْوَةِ.» 3
في تهذيب الأحكام: عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَلي بْنِ أَسْباطٍ عَنْ عَلي بْنِ جَعْفَرٍ قالَ سالْتُ أَبا الْحَسَنِ(عليهالسلام) عَنِ الأَذانِ في المَنارَةِ أَسُنَّةٌ هُوَ فَقالَ: «إِنَّما كانَ يُؤَذَّنُ لِلنَّبي(صلياللهعليهوآلهوسلم) في الْأَرْضِ وَ لَمْ تَكُنْ يَوْمَئِذٍ مَنارَةٌ.» 4
كما ورد الحديث التالي في وسائل الشيعة نقلاً عن الأمالي للصدوق:
«قال رسول الله(صلياللهعليهوآلهوسلم): ... و مَنْ صامَ أَحَدَ عَشَرَ يَوْماً مِنْ شَعْبانَ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِهِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَنارَةً مِنْ نُورٍ.» 5
2. دراسة الروايات المذكورة
بعد نقل الروايات التي استخدمت كلمة «المنارة» تعال معاً لنسلط عليها الأضواء بهدف التعرف على المراد من المنارة فيها، فنقول:
أما قوله: «كانَ مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ(صلياللهعليهوآلهوسلم) عَلَى عَهْدِهِ عِنْدَ الْمَنارَةِ الَّتي في وَسَطِ الْمَسْجِدِ وَ فَوْقُها إِلَى الْقِبْلَةِ نَحْواً مِنْ ثَلاثينَ ذِراعاً... .» فلا ينسجم مع كون المنارة بمعنى المئذنة المتعارفة في زماننا، فالمنارة لا تکون في داخل المسجد و إنما تکون في خارجه و في أعلاه و إنما يراد بها في هذا الحديث هو «ما يوضع عليه المسرجة»
1.(من لا يحضره الفقيه، ج۱، ص۲۳۰، ح۶۹۰ و ج۲، ص۲۱۰، ح۲۱۷۷.)
2.(الكافي، ج۴، ص۵۱۹ ، ح۴.)
3.(الكافي، ج۴، ص۴۳۴، ح۶.)
4.(تهذيب الأحكام، ج۲، ص۲۸۴، ح۳۶، باب الأذان و الإقامة.)
5.(وسائل الشيعة، ج۱۰، ص۴۹۸.)