65
مكاتيب الأئمّة ج1

وطوى الكتاب وختمه ، وأرسله مع أعرابيّ ، فلمَّا وَصل إليْه قبَّله ووضعَه على عَيْنَيه ورأسهِ ، فلمَّا قرأه ، صَعَدَ المِنبَرَ ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنَى عَلَيهِ . . . ۱

11

كتابه عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِيّ

۰.من كتاب له عليه السلام إلى أبي موسى الأشْعَرِي ّ: روى أبو مِخْنَف ، قال : حدَّثني الصَّقعب ، قال : سمِعت عبْد اللّه بن جُنادة ، يحدِّث أنَّ عليَّا عليه السلام لمَّا نَزَلَ الرَّبَذَة ، بَعَثَ هاشِمَ بن عُتْبَة بن أبي وَقَّاص إلى أبي موسَى الأشْعَرِي ّ ـ وهو الأمير يَومئِذٍ على الكوفة ـ ليَنْفِر إليْه النَّاس ، وكتَبَ إليْه معَه :« مِن عَبْدِ اللّه عليّ أمِيرِ المُؤمِنِينَ إلى عَبْدِ اللّه ِ بنِ قَيْس .
أمَّا بَعدُ ، فإنِّي قَدْ بَعَثْتُ إليْكَ هاشِمَ بْنَ عُتْبَة َ ، لِتُشْخِصَ إليَّ مَن قِبَلَكَ مِنَ المُسلِمين َ ، لِيَتَوجَّهُوا إلى قَوْمٍ نَكَثُوا بَيْعَتي ، وَقَتَلُوا شِيْعَتِي ، وَأحْدَثُوا في الإسْلام ِ هَذا الحَدَثَ العَظيمَ ، فأشْخِصْ بالنَّاسِ إليَّ مَعَهُ حيْنَ يَقْدِمُ عَلَيْكَ ، فإنِّي لمْ أُولِّكَ المِصرَ الَّذِي أنْتَ فيهِ ، وَلَمْ أُقِرَّكَ عَلَيْهِ، إلاَّ لِتَكونَ مِن أعوانِي على الحقِّ ، وأنْصارِي علَى هذا الأمرِ ، والسَّلامُ » . ۲

1.بحار الأنوار : ج۴۲ ص۲۵۹ .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج۱۴ ص۸ وراجع : الجمل : ص۲۴۲ ؛ تاريخ الطبري :ج۶ ص۳۱۷۲ ، أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۳۴ .


مكاتيب الأئمّة ج1
64

10

كتابه عليه السلام إلى بعض عمَّاله

۰.جاء في البحار : رأينا في بعض الكتب القديمة روايةً في كيفيَّة شهادته عليه السلام ، أوردنا منه شيئا ممَّا يُناسب كتابنا هذا على وجه الاخْتصار ، قال : روى أبو الحسن عليّ بن عبداللّه بن محمَّد البَكريّ ، عن لوط بن يَحْيَى ، عن أشْياخه وأسْلافه ، قالوا :
لمَّا توفي عُثمان ، وبايع النَّاس أميرَ المؤمنين عليه السلام ، كان رَجلٌ يقال له : حَبيب بن المُنتجَب ، واليا على بعض أطراف اليَمَن من قِبَل عُثمان ، فأقرَّه عليّ عليه السلام علَى عملِه ، وكتَب إليْه كتابا يقول فيه :
« بسم اللّه الرّحمن الرحيم
من عبْد اللّه أمير المؤمنين عليِّ بن أبي طالب إلى حبيب بن المنتجب .
سلامٌ عليْك ، أمَّا بَعْدُ ، فإنِّي أحْمدُ اللّه َ الَّذي لا إلهَ إلاَّ هوَ ، وأُصَلِّي على محمَّدٍ عبْدِهِ ورَسُولِهِ .
وبعْدُ فإنِّي وَلَّيتُك ما كُنْتَ عليْهِ لِمِن كانَ مِن قبلُ ، فَأمسِكْ على عَملِكَ ، وإنِّي أوصِيكَ بالعَدْلِ في رَعيَّتِكَ ، والإحسانِ إلى أهْل ممْلَكَتِكَ .
واعْلَم أنَّ مَن وُلِّي على رِقاب عَشرَةٍ مِنَ المُسلمين َ ـ ولمْ يعدل بينهم ـ حَشَرَهُ اللّه ُ يوْمَ القِيامَةِ ، ويَداهُ مغْلُولَتانِ إلى عُنُقِهِ ، لا يَفُكُّها إلاَّ عَدلُهُ في دَارِ الدُّنيا ، فإذا ورَدَ عَليْكَ كِتابِي هذا فاقْرأهُ على مَن قِبلَكَ مِن أهلِ اليَمَن ِ ، وخُذْ لِيَ البَيْعَةَ على مَن حضرَكَ مِن المُسلِمين َ ، فإذا بايعَ القَوْمُ مِثْلَ بَيْعَةِ الرِّضْوانِ ، فَامْكُث في عَمَلِك ، وأنْفِذْ إليَّ مِنْهُم عَشَرَةً يَكُونُونَ منِ عُقلائِهِم وفُصَحائِهِم وَثِقاتِهِم ، مِمَّن يكون
أشدَّهم عَوْنا مِن أهْلِ الفَهمِ وَالشَّجاعَةِ ، عارِفينَ باللّه ِ ، عَالِمينَ بأديَانِهِم ، وَمَا لَهُم ومَا عَلَيْهِم ، وأجوَدَهُم رَأيا ، وَعَليْكَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج1
    المساعدون :
    فرجي، مجتبي
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 109223
الصفحه من 568
طباعه  ارسل الي