333
تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1

الشّرْحُ :

حاطبون في فتنة : جمع حاطب ، وهو الذي يجمع الحَطَب ، ويقال لمن يجمع بين الصواب والخطأ ، أو يتكلّم بالغثّ والسمين ؛ حاطب ليل ، لأ نّه لا يبصر ما يجمع في حَبْله . ويروى : « خابطون » . واستهوتهم الأهواء : دعتهم إلى نفسها . واستزلتهم الكبرياء : جعلتهم ذوي زلل وخطأ . واستخفّتْهم الجاهلية : جعلتهم ذوي خِفّة وَطيْشٍ وخُرْق . والزلزال ، بالفتح : الاسم ، وبالكسر : المصدر والزلازل : الشدائد ، ومثله في الكسر عند الاسمية ، والفتح عند المصدر « القَلْقال » .

95

الأصْلُ :

۰.ومن خطبة له عليه السلامالْحَمْدُ للّه الْأَوَّلِ فَـلاَ شَيْءَ قَبْلَهُ ، وَالآخِرِ فَـلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ ، وَالظَّاهِرِ فَلاَ شَيْءَ فَوْقَهُ ، وَالْبَاطِنِ فَـلاَ شَيْءَ دُونَهُ .

الشّرْحُ :

تقدير الكلام : والظاهر فلا شيء أجْلَى منه ، والباطن فلا شيء أخفى منه ، فلما كان الجلاءُ يستلزم العلوَّ والفوقية ، والخفاء يستلزم الانخفاض والتحتية ، عَبّر عنهما بما يلازمهما ، وقد تقدم الكلامُ في معنى الأول والآخر والظاهر والباطن . وذهب أكثر المتكلّمين إلى أن اللّه تعالى يعدم أجزاء العالم ثم يعيدها ، وذهب قوم منهم إلى أنّ الإعادة إنما هي جمع الأجزاء بعد تفريقها لا غير .

الأصْلُ :

۰.ومنها في ذكر الرسول صلى الله عليه و آله :مُسْتَقَرُّهُ خَيْرُ مُسْتَقَرٍّ ، وَمَنْبِتُهُ أَشْرَفُ مَنْبِتٍ ، فِي مَعَادِنِ الْكَرَامَةِ ، وَمَمَاهِدِ السَّلاَمَةِ؛


تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
332

الأصْلُ :

۰.اعْمَلُوا ـ رَحِمَكُمُ اللّهُ ـ عَلَى أَعْلاَمٍ بَيِّنَةٍ ، فَالطَّرِيقُ نَهْجٌ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ ، وَأَنْتُمْ فِي دَارِ مُسْتَعْتَبٍ عَلَى مَهَلٍ وَفَرَاغ ؛ وَالصُّحُفُ مَنْشُورَةٌ ، وَالْأَقْلاَمُ جَارِيَةٌ ، وَالْأَبْدَانُ صَحِيحَةٌ ، والْأَلْسُنُ مُطلَقَةٌ ، وَالتَّوْبَةُ مَسْمُوعَةٌ ، وَالْأَعْمَالُ مَقْبُولَةٌ .

الشّرْحُ :

الطريق : يذكّر ويؤنث ، يقال : هذا الطريق الأعظم ، وهذه الطريق العُظمى ، والجمع أطرِقة وطرق . وأعلام بيّنة : أي منار واضح . ونهج ، أي واضح . ودار السلام : الجنة ، ويروى : « والطريق نهج » بالواو ، واو الحال . وأنتم في دار مستعتَب ، أي في دار يمكنكم فيها استرضاء الخالق سبحانه ، واستعتابه .
ثم شرح ذلك فقال : أنتم ممهلون متفرّغون ، وصحف أعمالكم لم تطوَ بعد ، وأقلام الحَفَظة عليكم لم تجفّ بعد ، وأبدانكم صحيحة ، وألسنتكم ما اعتقلت كما تعتقل ألسنة المحتَضرين عند الموت ، وتوبتكم مسموعة وأعمالكم مقبولة ؛ لأنكم في دار التّكليف لم تخرجوا منها .

94

الأصْلُ :

۰.ومن خطبة له عليه السلامبَعَثَهُ وَالنَّاسُ ضُلاَّلٌ فِي حَيْرَةٍ ، وَحَاطِبُونَ فِي فِتْنَةٍ ، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الْأَهْوَاءُ ، وَاسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ ، وَاسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِيَّةُ الْجَهْلاَءُ؛ حَيَارَى فِي زَلْزَالٍ مِنَ الْأَمْرِ ، وَبَلاَءٍ مِنَ الْجَهْلِ ، فَبَالَغَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي النَّصِيحَةِ ، وَمَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ ، وَدَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ ، وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ .

  • نام منبع :
    تهذيب شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد المعتزلي ج1
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 86630
الصفحه من 712
طباعه  ارسل الي