عُيُونُهُ ، وَخَلَوَاتُكُمْ عِيَانُهُ .
الشّرْحُ :
قوله عليه السلام : « وإنّها لتحتُّ الذّنوب » ، الحتّ : نثر الورق من الغصن ، وانحاتّ ، أي تناثر ؛ وقد جاء هذا اللفظ في الخبر النبويّ بعينه . والرِّبَق : جمع رِبْقة ، وهي الحبل ، أي تطلق الصلاة الذنوب كما تطلق الحبال المعقّدة ، أي تحلّ ما انعقد على المكلَّف من ذنوبه . وهذا من باب الاستعارة .
ويروى : « تعهّدوا أمر الصلاة » بالتضعيف ، وهو لغة ، يقال : تعاهدت ضَيْعتِي وتعهّدتها وهو القيام عليها ، وأصله من تجديد العهد بالشيء ، والمراد المحافظة عليه ؛ وقوله تعالى : « إنَّ الصَّلاَة كَانَتْ عَلَى المُؤمِنِينَ كِتَابا مَوْقُوتا » ، أي واجباً ، وقيل موقوتاً ، أي منجّماً كلّ وقت لصلاة معيَّنة ؛ وتؤدى هذه الصلاة في نجومها .
وقوله : « كتاباً » أي فرضاً واجباً ، كقوله تعالى : « كَتَبَ رَبّكُمْ عَلَى نفسِه الرَّحْمَةَ » 1 ، أي أوجب . والحَمَّةُ : الحفيرة فيها الحميم وهو الماء الحارّ ، وهذا الخبر من الأحاديث الصحاح ، قال صلى الله عليه و آله وسلم : « أيسرّ أحدكم أن تكون على بابه حَمّة يغتسل منها كلّ يوم خمس مرات ، فلا يبقى عليه من دَرَنِه شيء ؟ قالوا : نعم ، قال : فإنَّها الصلوات الخمس » . والدَّرَن : الوسخ .
والتجارة في الآية ، إمّا أنْ يراد بها : لا يشغلهم نوع من هذه الصناعة عن ذكر اللّه . ثمّ أفرد البيع بالذكر ، وخصّه وعطفه على التجارة العامة ؛ لأ نّه أدخل في الإلهاء ، وإمّا أن يريد بالتجارة الشراء خاصة إطلاقاً لاسم الجنس الأعمّ على النوع الأخصّ ، كما تقول : رزق فلان تجارة رابحة ، إذا اتّجه له شراء صالح ، فأمّا إقام الصلاة فإنّ التاء في « إقامة » عوض من العين الساقطة للإعلال ، فإنّ أصله « إقوام » مصدر أقام ، كقولك : أعرض إعراضا ، فلما أُضيفت أُقيمت الإضافة مقام حرف التعويض ، فأُسقطت التاء .
قوله عليه السلام : وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم نصِبا بالصّلاة ، أي تَعِبا ، قال تعالى : « مَا أنْزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ