213
الأصْلُ:
۰.ومن كلام له عليه السلام لمّا مر بطلحة بن عبيد اللّه وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد وهما قتيلان يوم الجمل :لَقَدْ أَصْبَحَ أَبُو مُحَمَّدٍ بِهذَا الْمَكَانِ غَرِيباً ! أَمَا وَاللّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَكْرَهُ أَنْ تَكُونَ قُرَيْشٌ قَتْلَى تَحْتَ بُطُونِ الْكَوَاكِبِ ! أَدْرَكْتُ وِتْرِي مِنْ بَنِي عَبْدِمَنَافٍ ، وَأَفْلَتَتنِي أَعْيَانُ بَنِي جُمَحَ ، لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ إِلَى أَمْرٍ لَمْ يَكُونُوا أَهْلَهُ فَوُقِصُوا دُونَهُ!
الشّرْحُ:
هو عبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد بن أبي العيص بن أُميّة بن عبد شمس . ليس بصحابيّ ، ولكنّه من التابعين .
واعلم أنّه عليه السلام أخرج هذا الكلام مخرج الذمّ لمن حضر الجمل مع عائشة زوجة النبيّ صلى الله عليه و آله وسلممن بني جُمَح ، فقال : «وأفلتتْنِي أعيارُ بني جُمَح» ، جمع عَيْر وهو الحمار ، وقد كان معها منهم يوم الجمل جماعة هربوا ، ولم يقتل منهم إلاّ اثنان ، فإنْ صحّت الرواية : «وأفلتني أعيان بني جُمح» ، بالنون ، فالمراد رؤساؤهم وساداتهم .
وأتلعوا أعناقهم : رفعوها، ورجل أتْلَع بيّن التَلع ، أي طويل العنق، وجِيدٌ تلِيع أي طويل .