25
ميزان الحکمه المجلد السابع

يَذَّكَّرُونَ)1 أي يَمرَضُونَ ويَعتَلُّونَ .2

3105 - بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ‏

۱۵۷۲۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : إنّما بَدءُ وُقوعِ الفِتَنِ مِن أهواءٍ تُتَّبَعُ ، وأحكامٍ تُبتَدَعُ ، يُخالَفُ فيها حُكمُ اللَّهِ ، يَتَوَلَّى فيها رِجالٌ رِجالاً ، ألا إنّ الحَقَّ لو خَلَصَ لم يَكُنِ اختِلافٌ ، ولو أنّ الباطِلَ خَلَصَ لم يَخفَ على‏ ذي حِجىً ، لكنَّهُ يُؤخَذُ مِن هذا ضِغثٌ ومِن هذا ضِغثٌ فَيُمزَجانِ فَيُجَلَّلانِ‏۳ معاً ، فهُنالكَ يَستَولي الشَّيطانُ على‏ أوليائهِ ، ونَجا الذينَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللَّهِ الحُسنى‏ . إنّي سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله يقولُ : كيفَ أنتُم إذا لَبَسَتكُم فِتنَةٌ يَربُو فيها الصغيرُ ويَهرَمُ فيها الكبيرُ ...؟ !۴

۱۵۷۲۱.عنه عليه السلام : يَأتي علَى الناسِ زَمانٌ لا يَبقى‏ فيهِم مِن القرآنِ إلّا رَسمُهُ ومِنَ الإسلامِ إلّا اسمُهُ ، ومَساجِدُهُم يومَئذٍ عامِرَةٌ مِن البِناءِ ، خَرابٌ مِن الهُدى‏ ، سُكّانُها وعُمّارُها شَرُّ أهلِ الأرضِ ، مِنهُم تَخرُجُ الفِتنَةُ ، وإلَيهِم تَأوِي الخَطيئةُ ، يَرُدُّونَ مَن شَذَّ عنها فيها ، ويَسُوقُونَ مَن تَأخَّرَ عنها إلَيها ، يقولُ اللَّهُ سبحانَهُ : فَبِي حَلَفتُ لَأبعَثَنَّ على‏ اُولئكَ فِتنَةً تَترُكُ الحَليمَ فيها حَيرانَ !۵

۱۵۷۲۲.عنه عليه السلام : ألا فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طاعَةِ ساداتِكُم وكُبَرائكُم ... فإنّهُم قَواعِدُ أساسِ العَصَبيَّةِ ، ودَعائمُ أركانِ الفِتنَةِ .۶

3106 - أنواعُ الفِتَنِ‏

الكتاب :

(وَاعْلَمُوا أنَّما أمْوالُكُمْ وَأوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أجْرٌ عَظِيمٌ) .۷

(إنَّما أمْوالُكُمْ وأوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ واللَّهُ عِندَهُ‏أجْرٌ عَظِيمٌ).۸

(فأمَّا الإنْسانُ إذا ما ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أكْرَمَنِ * وأمَّا إذا ما ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أهانَنِ) .۹

1.التوبة : ۱۲۶ .

2.بحار الأنوار : ۹۳/۱۷ ، ۱۸ .

3.تَجلّلهُ: أي علاه (الصحاح: ۴/۱۶۶۱) . وفي بعض النسخ : فيجتمعان ، وفي بعضها : فيجلبان . (كما في هامش المصدر).

4.الكافي : ۸/۵۸/۲۱ .

5.نهج البلاغة : الحكمة ۳۶۹ .

6.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ .

7.الأنفال : ۲۸ .

8.التغابن : ۱۵ .

9.الفجر : ۱۵ ، ۱۶ .


ميزان الحکمه المجلد السابع
24

إنّي أعوذُ بكَ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ .۱

۱۵۷۱۷.عنه عليه السلام : لا يقولَنَّ أحَدُكُم : اللّهمّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن الفِتنَةِ ؛ لأ نّهُ ليسَ أحَدٌ إلّا وهُو مُشتَمِلٌ على‏ فِتنَةٍ ، ولكنْ مَنِ استَعاذَ فَلْيَستَعِذْ مِن مُضِلّاتِ الفِتَنِ ؛ فإنّ اللَّهَ سبحانَه يقولُ : (واعْلَمُوا أنّما أمْوالُكُم وأوْلادُكُم فِتنَةٌ) .۲

۱۵۷۱۸.عنه عليه السلام : اللّهُمّ إنّا نَعوذُ بكَ أن نَذهَبَ عن قَولِكَ ، أو أن نُفتَتَنَ عن دِينِكَ .۳

3104 - تَفسيرُ الفِتنَةِ

15719.الإمامُ عليٌّ عليه السلام - في الجَوابِ عن المُتَشابِهِ في تفسيرِ الفِتنَةِ - :(الم * أحَسِبَ الناسُ أنْ يُتْرَكُوا أنْ يَقُولوا آمَنّا وَهُم لا يُفْتَنُونَ)4 وقولِهِ لِموسى‏ عليه السلام: (وفَتَنّاكَ فُتُوناً)5 .
ومِنهُ فِتنَةُ الكُفرِ ، وهُو قولُهُ تعالى‏ : (لَقَدِ ابْتَغَوُا الفِتنَةَ مِن قَبْلُ وقَلَّبُوا لَكَ الاُمورَ حَتّى‏ جاءَ الحَقُّ وظَهَرَ أمْرُ اللَّهِ)6وقولُهُ تعالى‏ : (والفِتنَةُ أكْبَرُ مِنَ القَتلِ)7 يَعنِي هاهنا الكُفرَ وقولُه سبحانَهُ في الذينَ استَأذَنوا رسولَ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله في غَزوَةِ تَبُوكَ أن يَتَخَلَّفُوا عَنهُ مِن المُنافقينَ ، فقالَ اللَّهُ تعالى‏ فيهِم : (ومِنهُم مَن يَقولُ ائذَنْ لي ولاتَفْتِنّي) يَعني : ائذنْ لي ولا تُكفِّرْني ، فقال عَزَّوجلّ : (ألاَ في الفِتنَةِ سَقَطُوا وإنّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ)8 .
ومِنهُ فِتنَةُ العَذابِ ، وهُو قولُهُ تعالى‏ : (يَومَ هُم علَى النّارِ يُفْتَنُونَ)9 أي يُعَذَّبُونَ (ذُوقُوا فِتْنَتَكُم هذا الّذي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ)10 أي ذُوقُوا عذابَكُم ، ومِنهُ قولُهُ تعالى‏ : (إنّ الّذينَ فَتَنُوا المُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ ثُمَّ لَم يَتُوبُوا)11 أي عَذَّبُوا المؤمنينَ .
ومِنهُ فِتنَةُ المَحَبَّةِ للمالِ والوَلدِ ، كقولِهِ تعالى‏ : (إنّما أمْوالُكُم وأوْلادُكُم فِتنَةٌ)12 أي إنّما حُبُّكُم لَها فِتنَةٌ لَكُم .
ومِنهُ فِتنَةُ المَرَضِ ، وهُو قولُهُ سبحانَهُ : (أوَلا يَرَوْنَ أنّهُم يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أو مَرَّتينِ ثُمّ لا يَتُوبُونَ ولا هُم

1.الأمالي للطوسي : ۵۸۰/۱۲۰۱ .

2.نهج‏البلاغة: الحكمة ۹۳.

3.نهج البلاغة : الخطبة ۲۱۵ .

4.العنكبوت : ۱ ، ۲ .

5.طه : ۴۰ .

6.التوبة : ۴۸ .

7.البقرة : ۲۱۷ .

8.التوبة : ۴۹ .

9.الذاريات : ۱۳ .

10.الذاريات : ۱۴ .

11.البروج : ۱۰ .

12.التغابن : ۱۵ ، الأنفال : ۲۸ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السابع
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 210219
الصفحه من 640
طباعه  ارسل الي