101
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

إِلاَّ فِى كِتَـبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَ لِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ » 1 .
فقال لابنه : اُرْدُدْ عليه ، فلم يدرِ خالدٌ ما يرد عليه ، فقال يزيد : قل : « وَ مَآ أَصَـبَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ » 2 .
فقال عليه السلام : « اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا » 3 ، ثُمَّ قال : يا بن معاوية وهند وصخر ، لم تزل النبوّة والإمرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تُولد ، ولقد كان جدّي عليّ بن أبي طالب عليه السلام في يوم بدر ، وأُحد والأحزاب في يده راية رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، وأبوك وجدّك في أيديهم رايات الكفّار ، ثُمَّ أنشد عليه السلام :

ماذا تقولون إذ قال النّبي لكمماذا فعلتم وأنتم آخر الاُمم
بعترتي وبأهلي بعد مفتقديمنهم اُسارى ومنهم ضُرّجوا بدم
ثمّ قال عليه السلام : ويلك يا يزيد! إنك لو تدري ماذا صنعت؟! وما الّذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي ، وأخي وعمومتي إذا لهربت في الجبال ، وافترشت الرماد ، ودعوت بالويل والثبور ، أن يكون رأس ابن فاطمة وعليّ منصوبا على باب مدينتكم ، وهو وديعة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فابشر بالخزي والندامة ، غدا إذا اجتمع الناس ليوم القيامة . 4

1.الحديد : ۲۲ .

2.الشورى : ۳۰ .

3.الزمر : ۴۲ .

4.الارشاد ، ج۱ ، ص۱۱۹ ؛ وقعة الطف ، ص۲۷۱ ؛ الفتوح ، ج۱ ، ص۲۴۳. مرحوم نيّر تبريزى مى گويد : خواجه سجّاد ، سبط مستطابكرد با آن دل سيه ، روى عتاب گفت : ويحك اى سيه بختِ جهولهين! گمانت چيست در حقّ رسول؟ گر بدانستى چه كردى از جفابا سليل دودمان مصطفى مى گرفتى راه دشت و كوه ، پيشمى گرستى روز و شب بر حال خويش ريختى غم خاك عالم بر سرتبود بالين ، توده خاكسترت باش تا در موقفِ يوم النشورآيدت پيش ، آنچه كردى از غرور


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
100

أنّ محمّد ا رسول اللّه » ، التفت عليّ من على المنبر إلى يزيد وقال : يا يزيد ، محمّد هذا جدّي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنّه جدّك فقد كذبت ، وإن قلت : إنّه جدّي ، فَلِمَ قتلت عترته؟
قال : وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة ، فتقدّم يزيد وصلّى صلاة الظّهر . ۱
قلت : و خطبة الإمام عليه السلام في مجلس الطاغي يزيد بن معاوية كانت مُتمّمةً لنهضة والده ابى الشهداء الحسين بن على عليه السلام وأنها أبانت فشل يزيد أمام التاريخ ، والأجيال القادمة ، ما كرّ الجديدان واختلف المَلوان. ۲

(وم ن كلام له عليه السلام)

(ليزيد بن معاوية وتوبيخه على شنائع أفعاله)

0.وذلك لمّا وُضعت الرؤوس بين يدي يزيد ، وفيها رأس الحسين عليه السلام ، قال يزيد:

نُفلِّق 3 هاما من رجالٍ أعزّةٍعلينا وهم كانوا أعقّ وأظلما 4
ثم قال لعليّ بن الحسين عليهماالسلام : يا بن حسين ، أبوك قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني في سلطاني ، فصنع اللّه به ما قد رأيت .
فقال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : « مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِى الْأَرْضِ وَ لاَ فِى أَنفُسِكُمْ

1.مقتل الحسين ، الخوارزمي ، ج۲ ، ص۷۶ ؛ مثير الأحزان ، ص۱۰۲ ؛ اللهوف على قتلى الطفوف ، ص۸۲ ؛ الفتوح ، ج۱ ، ص۲۴۷ ؛ بحار الأنوار ، ج۴۵ ، ص۱۳۷ .

2.ويقول العلاّمة القرشي في الإمام زين العابدين عليه السلام ، ج ۱ ، ص ۸ : أمّا خطاب الإمام زين العابدين عليه السلام في بلاط يزيد بن معاوية ، فإنّه من أروع الوثائق السياسية في الإسلام، وأنّه من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينيّة ، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه ، وذلك بمواقفه الرائعة ، التي لم يعرف التاريخ مثيلاً في دنيا الشجاعة والبطولات ...

3.نفلّق : أي نشق .

4.يقول الجوالقى : اِختـال بالكبـر علـى ربّـه يقـرع بالعـود ثنايـاه بحيث قد كان نبيّ الهـدى يلثـم فـي قُبلتـه فـاه

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 233639
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي