647
حكم النّبيّ الأعظم ج2

2 . زمان صدور الحديث ومكانه

ورد في صحيح مسلم أن حديث الرسول صلى الله عليه و آله في خلفائه كان في الجمعة التي رجم بها شخص اسمه الأسلمي . ۱ وقد سجّل وقوع هذه الحادثة في المدينة ۲ ، وبناء عليه يمكننا القول بأن حديث النبي هذا كان في مسجد المدينة . لكن مسند ابن حنبل يعتبر صدوره في عرفات بيوم عرفة ۳ ، وفي تقرير آخر يقول بأنه كان في منى . ۴
يبدو لنا من التأمل في الروايات التي تنقل هذه الواقعة ، أنّ جابر سمرة يروي واقعة واحدة ، واحتمال تعدد الواقعة غير واردة مع المواصفات الخاصة المتوفرة في النص .

3 . الاختلاف في متن الحديث

قد ورد نص حديث جابر بن سمرة بأشكال مختلفة ، وقد جاء في أغلب الروايات «اثنا عشر خليفة» . وجاء في صحيح البخاري « اثنا عشر أميرا» ، وفي تقارير اُخرى «اثنا عشر إماما» ، و «اثنا عشر ملكا» ، و «اثنا عشر قيما» . ونص الحديث حسب بعض ما نقل : «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلاً» . ۵
تدلّ جميع التقارير على أن الرسول صلى الله عليه و آله كان يريد تعيين خلفاء له واُمراء للعالم الإسلامي ، وقد نقل الرواة حديث الرسول صلى الله عليه و آله بالمعنى .
وما يجدر الانتباه إليه ، أن الفوضى عمّت المجلس بعد تعيين الرسول اثني عشر شخصا خلفاء له ۶ ، حيث يقول جابر بن سمرة بأنه لم يسمع باقي حديث الرسول صلى الله عليه و آله ۷ ، وقد سأل أباه أو عمه عمّا قاله الرسول ، فأجابه بأنه قال : «كلّهم من قريش» ۸ أو «كلّهم من بني هاشم» . ۹
ويتبيّن ممّا جرى بأنّ المناخ السياسي لم يكن مناسبا للإعلان عن أمراء العالم الإسلامي بعد الرسول صلى الله عليه و آله ، مما تشير إليه عبارة «واللّه يعصمك من الناس» في ما جرى بغدير خم . ويدلّ على ذلك أيضا عدم مقدرة الرسول صلى الله عليه و آله بإعطاء تصريح مكتوب حول هذا الموضوع حين شارف على الموت وهو في سرير مرضه ، حيث واجهه الناس بالفوضى والغوغاء .

1.صحيح مسلم : ج ۶ ص ۴ .

2.أسد الغابة : ج ۵ ص ۶.

3.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

4.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

5.صحيح مسلم : ج ۳ ص ۱۴۵۲ ح ۶ ؛ الخصال : ص ۴۷۳ ح ۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۳۹ ح ۳۵ .

6.مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

7.راجع : مسند ابن حنبل : ج۷ ص۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

8.راجع : مسند ابن حنبل : ج ۷ ص ۴۲۹ ح ۲۰۹۹۱ .

9.ينابيع المودة : ج ۲ ص ۳۱۶ ح ۹۰۸ .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
646
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169035
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي