الفصل الخامس : في الجيم

وفيه سبعة أبواب:

الباب الأوّل : في جابر

وفيه ثلاثة رجال :

[ 368 ] . جابر بن عبداللّه بن عمرو بن حزام ^۱ الأنصاري المدني العربي الخزرجي : صاحب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ، شهد بدراً وثماني عشرة غزوة معه ، ذكره الشيخ في أصحاب الرسول صلى الله عليه و آله وسلموأميرالمؤمنين عليه السلام والحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ ^۲ .
وروى الكشّي عن الفضل بن شاذان أنّه من السابقين الذين رجعوا إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ^۳ .
وذكر الكشّي ^۴ روايات تدلّ على مدحه وعلوّ مرتبته وانقطاعه إلى أهل البيت عليهم السلام ، ولم ينقل ما يعارضها ، وحاله أشهر من أن ينبّه عليه ـ رحمه اللّه تعالى ـ .
[ 369 ] . جابر المكفوف : الكوفي . قال الكشّي : محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسين ، عن العبّاس بن عامر ، عن جابر المكفوف قال : دخلت على أبي عبداللّه عليه السلام فقال : أما يصلونك؟ قلت : بلى ربّما فعلوا . قال : فوصلني بثلاثين ديناراً وقال : يا جابر ! كم من عبدٍ إن غاب لم يفقدوه ، وإن شهد لم يعرفوه ، في أطمار لو أقسم على اللّه لأبَرَّ قسمه ^۵ . ونقل في الخلاصة عن ابن عقدة عن عليّ بن الحسن مثل ذلك ^۶ ، انتهى .
أقول : هذه الرواية وإن كان هو راويها، وهي شهادة منه لنفسه، لكنّ العلّامة قبلها ولم يطعن فيها، وعدّه في القسم الأوّل، ولم يورد ما يعارضها، فيفيد مدحاً ما ، واللّه أعلم .
[ 370 ] . جابر بن يزيد : روى الكشّي فيه مدحاً وبعض الذمّ ، والطريقان ضعيفان ، ذكرناهما في الكتاب الكبير . قال السيّد علي أحمد العقيقي العلوي : روى عن أبي عمّار ، بن أبان ^۷ عن ، الحسين بن أبي العلاء أنّ الصادق عليه السلام ترحّم عليه وقال : إنّه كان يصدق علينا . وقال ابن عقدة : روى أحمد بن محمّد بن البراء الصائغ عن أحمد بن الفضل ، بن حنان بن سدير ، عن زياد بن أبي الحلال أنّ الصادق عليه السلام ترحّم على جابر وقال : إنّه كان يصدق علينا، ولعن المغيرة وقال : إنّه كان يكذب علينا . وقال ابن الغضائري : جابر بن يزيد الجعفي الكوفي ، ثقة في نفسه ولكن جُلّ من روى عنه ضعيف ، فممّن أكثر عنه من الضعفاء عمرو بن شمر الجعفي ومفضّل بن صالح والسكوني ومنخّل بن جميل الأسدي ، وأرى التَرك لما روى هؤلاء عنه والوقف في الباقي إلّا ما خرج شاهداً . وقال النجاشي : جابر بن يزيد الجعفي ، لقي أبا جعفر وأبا عبداللّه عليهماالسلام، ومات في أيّامه سنة ثمان وعشرين ومئة ، روى عنه جماعة غمز فيهم وضعّفوا ، منهم عمرو بن شمر ومفضّل بن صالح ومنخّل بن جميل ويوسف بن يعقوب ، وكان في نفسه مختلطاً ، وكان شيخنا أبو عبداللّه محمّد بن محمّد بن النعمان ينشدنا أشعاراً كثيرة في معناه تدلّ على الاختلاط ليس هذا موضعاً لذكرها ^۸ . والأقوى عندي التوقّف في ما يرويه هؤلاء عنه كما قاله الشيخ ابن الغضائري رحمه الله ؛ قاله في الخلاصة ^۹ .
أقول : إنّ ابن الغضائري وثّقه في نفسه ، والذمّ إنّما توجّه إلى الجماعة الذين رووا عنه ، وهذا لا ينافي توثيقه .
وأمّا قول النجاشي : أنّه كان في نفسه مخلِّطاً ^۱۰ وكان شيخنا محمّد بن محمّد بن النعمان ينشدنا أشعاراً كثيرة تدلّ على الاختلاط ، فالظاهر أنّه استفاد كونه مخلّطاً من الأشعار وهي إمّا قول غيره فيه فيحتمل أن يكون من جهة العداوة مع أنّ ذلك الغير غير معلوم .
وأمّا قوله فيكون الناقل عنه إمّا هؤلاء الضعفاء أو غيرهم وهو مشتبه فيهم فلا يثبت أيضاً أنّها قوله بنقل هؤلاء ؛ فيبقى التوثيق سالماً من المعارض .
ويشاركه :
[ 371 ] . جابر بن يزيد ، يكنّى أبا القاسم ، من أصحاب العسكري عليه السلام ^۱۱ .