3 . التعريض بشموليّة بيعة الاُمّة للإمام عليه السلام
اتّضح من مقدّمة القسم أنّ سعة بيعة عموم الناس للإمام هي واحدة من نقاط القوّة البارزة التي اقترنت مع بداية حكمه ، إذ لم يحظَ أيّ من الخلفاء السابقين بمثل هذا الشمول . وما كان يرمي إليه معاوية في حربه الدعائيّة هو تشويه هذه النقطة والنيل من هذا المكسب ، والإيحاء بأنّ عدم مبايعة أهل الشام للإمام هي دليل عدم شرعيّة خلافته .
4 . النيل من قداسة الإمام عليه السلام في الوجدان الشعبي
لقد كان معاوية على دراية تامّة بأنّه لا يستطيع مواجهة الإمام والوقوف ضدّه مع كلّ الرصيد الضخم الذي يحظى به أمير المؤمنين عليه السلام وما له من سابقة مشرقة في هذا الدين ، إلّا بتهديم تلك القداسة في الأذهان والنيل من هالته في الوجدان الشعبي ، عبر عمل دعائي مكثّف تتخلّله عناصر التضليل والخداع . وما الرسائل التي بعث بها للإمام إلّا خطوة في هذا الاتّجاه ، ثمّ جاء سبّه من على المنابر استكمالاً لهذا النهج .
حكمة أجوبة الإمام عليه السلام لمعاوية
والآن نتساءل : ما الذي كان سيقع لو أنّ الإمام تراجع في هذه الحرب الدعائيّة ؟ وماذا لو لم يفتح باب المكاتبة مع معاوية بحسب تفكير ابن أبي الحديد ؟ وماذا سيكون لو أهمل كلام معاوية وبرامجه على هذا الصعيد ولم يرد عليها ؟ هل كان معاوية يختار الصمت مثلاً ويكفّ عن حربه الدعائية الشعواء ضدَّ الإمام ؟
لا ريب أنّ سياسة السكوت في مقابل الأمواج الدعائيّة العاتية التي يبثّها معاوية كانت ستنتهي بضرر الإمام . فسكوت الإمام كان معناه تأييداً منه لكلّ تهم معاوية .
إنّه من السذاجة بمكان أن نتصوّر بأنّ الإمام لو لم يفتح باب المكاتبة مع معاوية ،