605
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

ب ـ مُنيتُ بِشِرارِ خَلقِ اللّهِ

۴۹۳.الإمام عليّ عليه السلام :أمّا بَعدُ يا أهلَ الكوفَةِ ! أكُلَّما أقبَلَ مَنسِرٌ مِن مَناسِرِ أهلِ الشّامِ أغلَقَ كُلُّ امرِئٍ بابَهُ ، وَانجَحَرَ في بَيتِهِ انجِحارَ الضَّبِّ ، وَالضَّبُعِ الذَّليلِ في وِجارِه ؟ اُفٍّ لَكُم ! لَقَد لَقيتُ مِنكُم ، يَوما اُناجيكُم ، ويوما اُناديكُم ؛ فَلا إخوانٌ عِندَ النَّجاءِ ، وَلا أحرارٌ عِندَ النِّداءِ . ۱

ج ـ لَبِئسَ حُشّاشُ الحَربِ أنتُم

۴۹۴.الإمام عليّ عليه السلام :لَعَمرُ اللّهِ ، لَبِئسَ حُشّاشُ الحَربِ أنتُم ! إنَّكُم تُكادونَ ولا تَكيدونَ ، ويُتَنَقَّصُ أطرافُكُم ولا تَتَحاشونَ ، ولا يُنامُ عَنكُم وأنتُم في غَفلةٍ ساهونَ ، إنَّ أخَا الحَربِ اليَقظانَ ذو عَقلٍ ، وباتَ لِذُلٍّ مَن وادَعَ ، وغُلِبَ المُتَجادِلونَ ، وَالمَغلوبُ مَقهورٌ ومَسلوبٌ . ۲

د ـ لا غَناءَ في كَثرَةِ عَدَدِكُم

۴۹۵.نهج البلاغة :مِن كَلامٍ لَهُ عليه السلام وقَد جَمَعَ النّاسُ وحَضَّهُم عَلَى الجِهادِ فَسَكَتوا مَلِيّا ، فَقالَ : ما بالُكُم أمُخرَسونَ أنتُم ؟
فَقالَ قَومٌ مِنهُم : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إن سِرتَ سِرنا مَعَكَ .
فَقالَ عليه السلام : ما بالُكُم ! لا سُدِّدتُم لِرُشدٍ ، ولا هُديتُم لِقَصدٍ ! أفي مِثلِ هذا يَنبَغي لي أن أخرُجَ ؟ ! وإنّما يَخرُجُ في مِثلِ هذا رَجُلٌ مِمَّن أرضاهُ مِن شُجعانِكُم وذَوي بَأسِكُم ، ولا يَنبَغي لي أن أدَعَ الجُندَ ، وَالمِصرَ ، وبَيتَ المالِ ، وجِبايَةَ الأَرضِ ، وَالقَضاءَ بَينَ المُسلِمينَ ، وَالنَّظَرَ في حُقوقِ المُطالِبينَ ، ثُمَّ أخرُجُ في كَتيبَةٍ أتبَعُ اُخرى ، أتَقَلقَلُ

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۹۵ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۰ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
604

الفصل الثالث : شكوى الإمام عليه السلام من عصيان أصحابه

أ ـ مُنيتُ بِمَن لا يُطيعُ

۴۹۲.الإمام عليّ عليه السلامـ في خُطبَةٍ خَطَبَها عِندَ عِلمِهِ بِغَزوَةِ النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ لِعَينِ التَّمرِ ـ: مُنِيتُ بِمَن لا يُطيع إذا أمَرتُ ، ولا يُجيبُ إذا دَعَوتُ ، لا أبا لَكُم ! ما تَنتَظِرونَ بِنَصرِكُم رَبَّكُم ؟ أ ما دينٌ يَجمَعُكُم ، ولا حَمِيَّةٌ تُحمِشُكُم ! أقومُ فيكُم مُستَصرِخا ، واُناديكُم مُتَغَوِّثا ، فَلا تَسمَعونَ لي قَولاً ، ولا تُطيعونَ لي أمرا ، حَتّى تَكَشَّفَ الاُمورُ عَن عَواقِبِ المَساءَةِ ؛ فَما يُدرَكُ بِكُم ثارٌ ، ولا يُبلَغُ بِكُم مَرامٌ .
دَعَوتُكُم إلى نَصرِ إخوانِكُم فَجَرجَرتُم جَرجَرَةَ الجَمَلِ الأَسَرِّ ، وتَثاقَلتُم تَثاقُلَ النِّضوِ الأَدبَرِ ، ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ مِنكُم جُنَيدٌ مُتَذائِبٌ ضَعيفٌ ۱ ، «كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ»۲ . ۳

1.قال ابن أبي الحديد ما موجزه : مُنيتُ : أي بُليت . تُحمِشكم : تُغضبكم . المتغوِّث : القائل : واغوثاه ! . الجرجرة : صوت يردّده البعير في حنجرته والجمل الأسرَّ الذي بكِركِرته [هي إحدى الثفنات الخمس ]دَبرَة . والنِّضْو : البعيرالمهزول . والأدبر : الذي به دَبَر ؛ وهو المعقور من القتب وغيره . متذائب : مضطرب (شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۳۰۰ و ۳۰۱) .

2.الأنفال : ۶ .

3.نهج البلاغة : الخطبة ۳۹ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 281256
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي