هزيمتهم دون البحر . ۱
وفي ساعة العسرة هذه لم يبقَ مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلّا قليل ؛ قرابة عشرة ، فاستماتوا في الدفاع عنه ، وفيهم أمير المؤمنين عليه السلام فكان لا يفتأ يحوم حوله مدافعا ، وهزم من كان يريد قتل النبيّ صلى الله عليه و آله ، وأجبرهم على الفرار . ۲
وصاح النبيّ صلى الله عليه و آله بصوتٍ عالٍ في خضمّ تلك الشدائد والنوازل قائلاً : يا أنصار اللّه وأنصار رسوله ، أنا عبد اللّه ورسوله ! ثمّ ساق بغلته نحو العدوّ ومعه عدد من الصحابة ، وأمر عمّه العبّاس أن ينادي المسلمين بصوته الجهوريّ ويدعوهم إلى نصرته . وهكذا انتظم أمر الجيش مرّة اُخرى . ۳
إنّ ثبات عليّ عليه السلام وقتاله بلا هوادة في هذه المعركة لافتان للنظر أيضا ، فقد قتل أربعين من هوازن ۴
، وفيهم أبو جرول ؛ وهو أحد شجعانهم ، وكان هلاكه بداية لانهيار جيشهم . ۵
ولاحق النبيّ صلى الله عليه و آله الفارّين ، وحاصر قلعتهم بالطائف . وفي هذا الحصار اشتبك الإمام عليه السلام مع نافع بن غيلان فقتله ، فولّى جمع من المشركين مدبرين ، وأسلم آخرون . ۶
يضاف إلى هذا أنّ الإمام عليه السلام كلّف عند الحصار بكسر الأصنام التي كانت حول الطائف ، وقد أنجز هذه المهمّة بأحسن ما يكون . ۷
1.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۱۵۱ .
2.تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۴ .
3.تاريخ الطبري : ج۳ ص۷۵ .
4.الكافي : ج۸ ص۳۷۶ ح۵۶۶ .
5.الإرشاد : ج۱ ص۱۴۳ و ص۱۵۰ .
6.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۳ .
7.الإرشاد : ج۱ ص۱۵۲ .