921
منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام

كانت المفاسد والقبائح متأصّلة في نفس زياد ، وقد أبرز خبث طينته واسوداد قلبه في بلاط معاوية . ولّاه البصرة في بادئ الأمر ، ثمّ صار أميرا على الكوفة أيضا ۱ . ولمّا أحكم قبضته عليهما لم يتورّع عن كلّ ضرب من ضروب الفساد والظلم ۲ . وتشدّد كثيرا على النّاس ، خاصّة شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ۳ ، إذ سجن الكثيرين منهم في سجون مظلمة ضيّقة أو قتلهم ۴ . وأكره النّاس على البراءة من الإمام عليه السلام ۵ وسبّه ۶ مصرّا على ذلك .
هلك زياد بالطاعون ۷ سنة 53 ه ۸ وهو ابن 53 سنة ۹ ، بعد عقدٍ من الجور والعدوان والنّهب ونشر القبائح وإشاعة الرجس والفحشاء ، وخَلّفَ من هذه الشجرة الخبيثة ثمرة خبيثة تقطر قبحا ، وهو عبيد اللّه الَّذي فاق أباه في الكشف عن سوء سريرته وظلمه لآل عليّ عليه السلام وشيعته .
كان زياد نموذجا واضحا للسياسي الَّذي له دماغ مفكّر ، ولكن ليس له قلب وعاطفة قطّ ! !
كان الشرَه ، والعَبَث ، والنّفاق في معاملة النّاس من صفاته الَّتي أشار إليها الإمام عليه السلام في رسالة موقظة منبِّهة . ۱۰

1.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۹۹ .

2.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۱۶ .

3.المعجم الكبير : ج۳ ص۷۰ ح۲۶۹۰ .

4.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۲۰۲ .

5.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۲۰۳ .

6.مروج الذهب : ج۳ ص۳۵ .

7.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۸۸ .

8.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۱۰۰ .

9.تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۶۶ .

10.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۴ .


منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
920

وكان كاتبا ۱ ومستشارا ۲ لابن عبّاس في البصرة أيّام خلافة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام . ولمّا توجّه ابن عبّاس إلى صفّين جعله على خراج البصرة وديوانها وبيت مالها . ۳
وعندما امتنع أهل فارس وكرمان من دفع الضرائب ، وطردوا واليهم سهل بن حُنيف ، استشار الإمام عليه السلام أصحابه لإرسال رجل مدبّر وسياسي إليهم ، فاقترح ابن عبّاس زيادا ۴ ، وأكّد جاريةُ بن قدامة هذا الاقتراح . ۵
فتوجّه زياد إلى فارس وكرمان ۶ . وتمكّن بدهائه السياسي من إخماد نار الفتنة . وفي تلك الفترة نفسها ارتكب أعمالاً ذميمة فاعترض عليه الإمام عليه السلام . ۷
لم يشترك زياد فيحروب الإمام عليه السلام ، وكان مع الإمام وابنه الحسن المجتبى عليهماالسلامحتى استشهاد الإمام عليه السلام ، بل حتى الأيّام الاُولى من حكومة معاوية . ۸
ثمّ زلّ بمكيدة معاوية ، ووقع فيما كان الإمام قد حذّره منه ۹ ، وأصبح أداةً طيّعة لمعاوية تماما ، من خلال مؤامرة الاستلحاق . وسمّاه معاوية أخاه ۱۰ . وشهد جماعة على أ نّه ابن زنا ۱۱ . وهكذا أصبح زياد بن أبي سفيان ! !

1.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۹ .

2.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۶۹ و ۱۷۰ .

3.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۱ .

4.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۱۷۰ .

5.تاريخ الطبري : ج۵ ص۱۳۷ .

6.نهج البلاغة : الكتاب ۲۰ و ۲۱ .

7.العقد الفريد : ج۴ ص۵ .

8.نهج البلاغة : الكتاب ۴۴ .

9.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۸ .

  • نام منبع :
    منتخب موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام
    المساعدون :
    غلامعلي، مهدي
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1388
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 278776
الصفحه من 987
طباعه  ارسل الي