كانت المفاسد والقبائح متأصّلة في نفس زياد ، وقد أبرز خبث طينته واسوداد قلبه في بلاط معاوية . ولّاه البصرة في بادئ الأمر ، ثمّ صار أميرا على الكوفة أيضا ۱ . ولمّا أحكم قبضته عليهما لم يتورّع عن كلّ ضرب من ضروب الفساد والظلم ۲ . وتشدّد كثيرا على النّاس ، خاصّة شيعة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ۳ ، إذ سجن الكثيرين منهم في سجون مظلمة ضيّقة أو قتلهم ۴ . وأكره النّاس على البراءة من الإمام عليه السلام ۵ وسبّه ۶ مصرّا على ذلك .
هلك زياد بالطاعون ۷ سنة 53 ه ۸ وهو ابن 53 سنة ۹ ، بعد عقدٍ من الجور والعدوان والنّهب ونشر القبائح وإشاعة الرجس والفحشاء ، وخَلّفَ من هذه الشجرة الخبيثة ثمرة خبيثة تقطر قبحا ، وهو عبيد اللّه الَّذي فاق أباه في الكشف عن سوء سريرته وظلمه لآل عليّ عليه السلام وشيعته .
كان زياد نموذجا واضحا للسياسي الَّذي له دماغ مفكّر ، ولكن ليس له قلب وعاطفة قطّ ! !
كان الشرَه ، والعَبَث ، والنّفاق في معاملة النّاس من صفاته الَّتي أشار إليها الإمام عليه السلام في رسالة موقظة منبِّهة . ۱۰
1.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۹۹ .
2.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۱۶ .
3.المعجم الكبير : ج۳ ص۷۰ ح۲۶۹۰ .
4.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۲۰۲ .
5.تاريخ دمشق : ج۱۹ ص۲۰۳ .
6.مروج الذهب : ج۳ ص۳۵ .
7.أنساب الأشراف : ج۵ ص۲۸۸ .
8.الطبقات الكبرى : ج۷ ص۱۰۰ .
9.تاريخ خليفة بن خيّاط : ص۱۶۶ .
10.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۰۴ .