الفصل الثاني : موقف الإمام في مواجهة معاوية
2 / 1
رِسالَةٌ تَوبيخِيَّهٌ مِنَ الإِمامِ عليه السلام لِمُعاوِيَةَ لِظُلمهِ وبِدَعِهِ
۷۴۱.الأخبار الطوال :لَمّا قُتِلَ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ وأصحابُهُ ، استَفظَعَ أهلُ الكوفَةِ ذلِكَ استِفظاعا شَديدا ، وكانَ حُجرٌ مِن عُظَماءِ أصحابِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وقَد كانَ عَلِيٌّ أرادَ أن يُوَلِّيَهُ رِئاسَةَ كِندَةَ ، ويَعزِلَ الأَشعَثَ بنَ قَيسٍ ، وكِلاهُما مِن وُلدِ الحارِثِ بنِ عَمرٍو آكِلِ المُرارِ ۱ ، فَأَبى حُجرُ بنُ عَدِيٍّ أن يَتَوَلَّى الأَمرَ وَالأَشعَثُ حَيٌّ .
فَخَرَجَ نَفَرٌ مِن أشرافِ أهلِ الكوفَةِ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَأَخبَروهُ الخَبَرَ ، فَاستَرجَعَ وشَقَّ عَلَيهِ ، فَأَقامَ اُولئِكَ النَّفَرُ يَختَلِفونَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وعَلَى المَدينَةِ يَومِئِذٍ مَروانُ بنُ الحَكَمِ ، فَتَرَقَّى ۲ الخَبَرُ إلَيهِ ، فَكَتَبَ إلى مُعاوِيَةَ يُعلِمُهُ أنَّ رِجالاً مِن أهلِ العِراقِ قَدِموا عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وهُم مُقيمونَ عِندَهُ يَختَلِفونَ إلَيهِ ، فَاكتُب إلَيَّ بِالَّذي تَرى .
فَكَتَبَ إلَيهِ مُعاوِيَةُ : لا تَعرِض لِلحُسَينِ في شَيءٍ ؛ فَقَد بايَعَنا ، ولَيسَ بِناقِضِ بَيعَتِنا ولا مُخفِرِ ذِمَّتِنا . ۳
وكَتَبَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام : أمّا بَعدُ ، فَقَدِ انتَهَت إلَيَّ اُمورٌ عَنكَ لَستَ بِها حَرِيّا ، ۴ لِأَنَّ مَن أعطى صَفقَةَ يَمينِهِ جَديرٌ بِالوَفاءِ ، فَاعلَم رَحِمَكَ اللّه ُ أنّي مَتى اُنكِركَ تَستَنكِرني ، ومَتى تَكِدني أكِدكَ ، فَلا يَستَفِزَّنَّكَ السُّفَهاءُ الَّذينَ يُحِبّونَ الفِتنَةَ ، وَالسَّلامُ .
فَكَتَبَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام : ما اُريدُ حَربَكَ ، ولَا الخِلافَ عَلَيكَ . ۵
1.المرار : نبت لا يستطاع ذوقه من مرارته ، والحارث بن آكل المرار : من ملوك اليمن ، كان في سفر فأصابهم الجوع ، فأكل المرار حتّى شبع فنجا ومات أصحابه (كتاب العين : ص ۷۶۰ «مرر») .
2.رَقى إليّ : رفع (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۲۶ «رقى») .
3.أخفر الذمّة : لم يفِ بها (لسان العرب : ج ۴ ص ۲۵۴ «خفر») .
4.حَرِيّ : أي جدير وخليق (النهاية : ج ۱ ص ۳۷۵ «حرا») .
5.الأخبار الطوال : ص ۲۲۴ .