111
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

وَيلَكُم! نَظَرتُ في كِتابِ الجَفرِ صَبيحَةَ هذَا اليَومِ ، وهُوَ الكِتابُ المُشتَمِلُ عَلى عِلمِ المَنايا وَالبَلايا وَالرَّزايا ، وعِلمِ ما كانَ وما يَكونُ إلى يَومِ القِيامَةِ ، الَّذي خَصَّ اللّهُ بِهِ مُحَمَّدا وَالأَئِمَّةَ مِن بَعدِهِ عليهم السلام ، وتَأَمَّلتُ مِنهُ مَولِدَ قائِمِنا وغَيبَتَهُ وإبطاءَهُ وطولَ عُمُرِهِ ، وبَلوَى المُؤمِنينَ في ذلِكَ الزَّمانِ ، وتَوَلُّدَ الشُّكوكِ في قُلوبِهِم مِن طولِ غَيبَتِهِ ، وَارتِدادَ أكثَرِهِم عَن دينِهِم ، وخَلعَهُم رِبقَةَ الإِسلامِ مِن أعناقِهِم ، الَّتي قالَ اللّهُ تَقَدَّسَ ذِكرُهُ : «وَ كُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ»۱ ـ يَعنِي الوَلايَةَ ـ فَأَخَذَتنِي الرِّقَّةُ ، وَاستَولَت عَلَيَّ الأَحزانُ . ۲

راجع : ص 88 ح 10129.

7 / 15

بُكاءُ الإِمامِ الكاظِمِ

۱۰۱۸۳.الإرشادـ في وَصفِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلام ـ :كانَ يَبكي مِن خَشيَةِ اللّهِ حَتّى تَخضَلَّ ۳ لِحيَتُهُ بِالدُّموعِ . ۴

۱۰۱۸۴.تذكرة الخواص عن شقيق البلخيـ في ذِكرِ ما رَأى مِنَ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلام في طَريقِ الحَجِّ ـ :... فَلَمّا نَزَلنا واقِصَةَ ۵
إذا بِهِ يُصَلّي وأَعضاؤُهُ تَضطَرِبُ ودُموعُهُ تَتَحادَرُ ... حَتّى دَخَلتُ مَكَّةَ فَرَأَيتُهُ لَيلَةً إلى جانِبِ قُبَّةِ الشَّرابِ نِصفَ اللَّيلِ ، يُصَلّي بِخُشوعٍ

1.الإسراء : ۱۳ .

2.كمال الدين : ص ۳۵۲ ح ۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۲۱۹ ح ۹ .

3.اخضلّ : أي ابتلّ (الصّحاح : ج ۴ ص ۱۶۸۵ «خضل») .

4.الإرشاد : ج ۲ ص ۲۳۱ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۹۷ ح ۲۲۷۸ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۱۰۱ ح ۵ .

5.واقِصَة : منزل بطريق مكّة بعد القرعاء نحو مكّة (معجم البلدان : ج ۵ ص ۳۵۴) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
110

العَظيمَ غَيرُكَ» .
ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، ووَجهُهُ مِنَ البُكاءِ كَأَنَّما غُمِسَ في الماءِ . ۱

۱۰۱۸۲.كمال الدين عن سدير الصيرفي :دَخَلتُ أنَا وَالمُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ ، وأَبو بَصيرٍ ، وأَبانُ بنُ تَغلِبَ عَلى مَولانا أبي عَبدِ اللّهِ الصّادِقِ عليه السلام ، فَرَأَيناهُ جالِسا عَلَى التُّرابِ وعَلَيهِ مِسحٌ ۲ خَيبَرِيٌّ مُطَوَّقٌ بِلا جَيبٍ ، مُقَصَّرُ الكُمَّينِ ، وهُوَ يَبكي بُكاءَ الوالِهِ الثَّكلى ، ذاتَ الكَبِدِ الحَرّى ، قَد نالَ الحُزنُ مِن وَجنَتَيهِ ، وشاعَ التَّغييرُ في عارِضَيهِ ، وأَبلى الدُّموعُ مَحجِرَيهِ ، وهُوَ يَقولُ :
«سَيِّدي! غَيبَتُكَ نَفَت رُقادي ، وضَيَّقَت عَلَيَّ مِهادي ، وَابتَزَّت مِنّي راحَةَ فُؤادي . سَيِّدي! غَيبَتُكَ أوصَلَت مُصابي بِفَجايِعِ الأَبَدِ ، وفَقدُ الواحِدِ بَعدَ الواحِدِ يُفنِي الجَمعَ وَالعَدَدَ ، فَما اُحِسُّ بِدَمعَةٍ تَرقى مِن عَيني ، وأَنينٍُ يَفتُرُ مِن صَدري ، عَن دَوارِجِ الرَّزايا وسَوالِفِ البَلايا ، إلّا مُثِّلَ بِعَيني عَن غَوابِرَ أعظَمِها وأَفظَعِها ، وبَواقِيَ أشَدِّها وأَنكَرِها ، ونَوائِبَ مَخلوطَةٍ بِغَضَبِكَ ، ونَوازِلَ مَعجونَةٍ بِسَخَطِكَ» .
قالَ سَديرٌ : فَاستَطارَت عُقولُنا وَلَها ، وتَصَدَّعَت قُلوبُنا جَزَعا مِن ذلِكَ الخَطبِ الهائِلِ ، والحادِثِ الغائِلِ ، وظَنَنّا أنَّهُ سِمَةٌ لِمَكروهَةٍ قارِعَةٍ ، أوحَلَّت بِهِ مِنَ الدَّهرِ بائِقَةٌ ۳ ، فَقُلنا : لا أبكَى اللّهُ ـ يَابنَ خَيرِ الوَرى ـ عَينَيكَ مِن أيَّةِ حادِثَةٍ تَستنَزِفُ دَمعَتَكَ وتَستَمطِرُ عَبرَتَكَ ، وأَيَّةُ حالَةٍ حَتَمَت عَلَيكَ هذَا المَأتَمَ ؟
قالَ : فَزَفَرَ الصّادِقُ عليه السلام زَفرَةً انتَفَخَ مِنها جَوفُهُ ، وَاشتَدَّ عَنها خَوفُهُ ، وقالَ :

1.قرب الإسناد : ص ۳۹ ح ۱۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۹ ص ۲۱۳ ح ۱ .

2.المِسْحُ : ثوب من الشَعْرِ غليظ (تاج العروس : ج ۴ ص ۲۰۵ «مسح») .

3.البوائق : الغوائل والشرور ، واحدها بائقة وهي الداهية (النهاية : ج ۱ ص ۱۶۲ «بوق») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150861
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي