إبراهيم ، والباقي كان زريبة لغنمِ هاجرَ وولدها ، ويقال : إنّ هاجر وإسماعيل مدفونان في الحِجْر .
وأمّا تفصيل ما وقع في داخل البيت من تغيير وترميم وما للبيت من السُّنن والتشريفات فلا يهمّنا التعرّض له.
كسوة الكعبة :
قد تقدّم في ما نقلناه من الروايات في سورة البقرة في قصّة هاجرَ وإسماعيلَ ونزولهما أرض مكّة أنّ هاجرَ عَلِق كساؤها على باب الكعبة بعد تمام بنائها .
وأمّا كسوة البيت نفسه فيقال : إنّ أوّل من كساها تُبَّع أبو بكر أسعد ، كساها بالبُرود المطرّزة بأسلاك الفضّة ، وتَبِعه خلفاؤه . ثمّ أخذ الناس يكسونها بأردية مختلفة فيضعونها بعضها على بعض ، وكلّما بَلي منها ثوب وضع عليها آخر إلى زمن قُصَيّ . ووضع قُصيّ على العرب رِفادة لكسوتها سنويّاً ، واستمرّ ذلك في بنيه . وكان أبو ربيعة ابن المغيرة يكسوها سنةً وقبائل قريش سنةً.
وقد كساها النبيّ صلى اللَّه عليه وآله بالثياب اليمانيّة ، وكان على ذلك حتّى إذا حجّ الخليفة العباسيّ المهديّ شكا إليه سدنةُ الكعبة من تراكم الأكسية على سطح الكعبة ، وذكروا أنّه يخشى سقوطه ، فأمر برفع تلك الأكسية وإبدالها بكسوة واحدة كلّ سنة ، وجرى العمل على ذلك حتّى اليوم . وللكعبة كسوة من داخل . وأوّل من كساها مِن داخل اُمّ العبّاس بن عبد المطّلب ؛ لنذر نذرته في ابنها العبّاس .
منزلة الكعبة :
كانت الكعبة مقدّسة معظّمة عند الاُمم المختلفة ، فكانت الهنود يعظّمونها ويقولون : إنّ روح «سيفا» - وهو الاُقنُوم الثالث عندهم - حلّت في الحَجَر الأسوَد ، حين زار مع زوجته بلادَ الحجاز .
وكانت الصابئة من الفُرس والكلدانيّين يعدّونها أحد البيوت