القِبلَة - الصفحه 13

السبعة المعظّمة۱ ، وربّما قيل : إنّه بيت زُحَل ؛ لقدم عهده وطول بقائه .
وكانت‏الفرس يحترمون الكعبة أيضاً، زاعمين أنّ روح هُرمُز حلّت فيها ، وربّما حجّوا إليها زائرين .
وكانت اليهود يعظّمونها ويعبدون اللَّه فيها على‏ دين إبراهيم ، وكان بها صُوَر وتماثيل ، منها تمثال إبراهيم وإسماعيل ، وبأيديهما الأزلام ، ومنها صُورَتا العذراء والمسيح ، ويشهد ذلك على‏ تعظيم النصارى‏ لأمرها أيضاً كاليهود .
وكانت العرب أيضاً تعظّمها كلّ التعظيم ، وتعدّها بيتاً للَّه تعالى‏ ، وكانوا يحجّون إليها من كلّ جهة ، وهم يعدّون البيت بناء لإبراهيم ، والحجّ من دينه الباقي بينهم بالتوارث .

ولاية الكعبة :

كانت الولاية على الكعبة لإسماعيل ثمّ لولده من بعده ، حتّى‏ تغلّبت عليهم جُرهُم فقبضوا بولايتها ، ثمّ ملكتها العماليق ، وهم طائفة من بني كركر بعد حروب وقعت بينهم ، وقد كانوا ينزلون أسفل مكّة كما أنّ جُرهُم كانت تنزل أعلى‏ مكّة ، وفيهم ملوكهم .
ثم كانت الدائرة لجُرهم على العماليق ، فعادت الولاية إليهم ، فتولّوها نحواً من ثلاثمائة سنة ، وزادوا في بناء البيت ورفعته على‏ ما كان في بناء إبراهيم .
ثمّ لمّا نشأت ولد إسماعيل وكثروا وصاروا ذوي قوّة ومَنَعة وضاقت بهم الدار حاربوا جُرهُم فغلبوهم وأخرجوهم من مكّة . ومقدّم الإسماعيليّين يومئذ عمرو بن لحيّ ، وهو كبير خُزاعة ، فاستولى على‏ مكّة وتولّى‏ أمر البيت ، وهو الذي وضع الأصنام على الكعبة ودعا الناس إلى‏ عبادتها . وأوّل صنم وضعه عليها هو

1.البيوت المعظّمة هي : ۱ - الكعبة . ۲ - مارس على رأس جبل بأصفهان . ۳ - مندوسان ببلاد الهند . ۴ - نوبهار بمدينة بلخ. ۵ - بيت غمدان بمدينة صنعاء . ۶ - كاوسان بمدينة فرغانة من خراسان. ۷ - بيت بأعالي بلاد الصين. (كما في هامش المصدر).

الصفحه من 14