21
حكم النّبي الأعظم ج1

وفي الفصل السابع ذكرنا آداب طلب العلم وتعلّمه ، وما أكثر تأثير البحث عن العلم عن طريق سؤال الآخرين في تنبيهه للإنسان وتبصيره له ، فهو من أهم طرق إزالة الجهل وبلوغ الوعي ، ولذلك فقد خصّص الفصل الثامن من هذا الباب ل «آداب السؤال» وإبراز ما يستحقّ السؤال عنه ، وما لا ينبغي السؤال عنه ، وأخيرا عاقبة كثرة السؤال .
وفي الفصل التاسع تحدّثنا عن أحكام «التعلّم» ، وتمّ البحث خلال ذلك ، عمّا يستحقّ المعرفة وما لا يجب تعلّمه ، ثمّ كلمة قصيرة حول مراد الروايات النبويّة من «النهي عن تعلّم علم النجوم» .
وفي الفصل العاشر أدرجنا النصوص المتعلّقة بضرورة التعليم ، ونشر العلم ، مكانته ، وقيمة المعلم وحقوقه . وذكرنا في الفصل الحادي عشر «آداب التعليم» ، ومن جملتها : الإخلاص ، واللين ، والمداراة في نشر العلم ، وأخيرا قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
يا أبا ذَرّ ! إذا سُئِلتَ عَن عِلمٍ لا تَعلَمُهُ فَقُل : لا أعلَمُهُ ، تَنجُ مِن تَبِعَتِهِ ، ولا تُفتِ بِما لا عِلمَ لَكَ بِهِ ، تَنجُ مِن عَذابِ اللّه يَومَ القيامَةِ .
يا أبا ذَرّ! يَطَّلعُ قَومٌ مِن أهلِ الجَنَّةِ عَلى قَومٍ مِن أهلِ النّارِ فَيَقولونَ : ما أدخَلَكُمُ النّارَ وقَد دخلَنا الجَنَّةَ لِفَضلِ تَأديبِكُم وتَعليمِكُم؟ فَيَقولونَ : إنّا كُنّا نَأمُرُ بِالخَيرِ ولا نَفعلُهُ .۱

ويختصّ الفصل الحادي عشر بتسليط الضوء على المكانة السامية للعلماء . وخصّص الفصلان الثاني عشر والثالث عشر لما ينبغي للعلماء أن يتحلّوا به ، مثل : العمل بما يعلمون ، الحلم ، مواجهة البدعة ومحاربتها ، وما إلى ذلك ، وكذلك مالا ينبغي مثل : المبالغة والادّعاء بما لا يعملون ، النزوع للدنيا ، الرياء ، المساومة مع السلطة ومهادنة المتسلّطين ، وغير ذلك .
وفي الفصل الرابع عشر دار الحديث عما يجب على العلماء أن يمتنعوا عنه ولا

1.راجع : ج ۷ ص ۵۹۷ ح ۱۱۹۸۴.


حكم النّبي الأعظم ج1
20

واستمرارا في البحث ، فقد خضع مفهوم «الحكمة» للدراسة من منظار الكتاب والسنّة ، وخلال تقسيم الحكمة إلى علمية وعملية وحقيقية ، بيّنا أنّ كلّاً منها هو بمثابة مرقاة ثابتة يمكن للإنسان عبر الاستفادة منها أن يصعد إلى قمّة الكمال .
وبعد تقديم هذا البحث التمهيدي الضروري لفهم آيات وأحاديث العلم والمعرفة والحكمة بشكل دقيق ، يبدأ الفصل الأوّل من هذا الباب بالأحاديث الحكيمة لرسول اللّه صلى الله عليه و آله حول فضل تعلّم العلم والحكمة ، وببيان أن
الحِكمَةُ ضالَّةُ المُؤمِنِ حَيثُ وَجَدَها فَهُوَ أحَقُّ بِها .۱
والتأكيد على وجوب تعلّم العلم على جميع المسلمين في كلّ حال . ثمّ يدور الحديث عن سند ومفهوم القول المعروف : «اطلبُ العِلمَ مِنَ المَهدِ إلَى اللَّحدِ» ، مع التأكيد على أنّ مثل هذه العبارة لم يتمّ العثور عليها في المجاميع الحديثية . وحينئذٍ ينتهي هذا الفصل بإيراد نصوص في باب فوائد طلب العلم ، وأفضل العلوم وأهمّها للتلقّي والتعلّم وخصائص «أعلم الناس» ، وبذلك ينتهي هذا الفصل .
ويتناول الفصل الثاني تحت عنوان «طرق المعرفة» سبل الحصول على العلم ، وبما أنّ الطريق الثالث للعلم هو «الإلهام» ، فقد دار الحديث في الفصل الثالث عن مبادئ «الإلهام» ومجالاته ، وتمّ في الفصل الرابع البحث في «موانع المعرفة» ، و تقرير نصوص هذا الموضوع بأربعة عشر عنوانا ، من جملتها : التعلّق بالدنيا ، الحرص ، الظلم ، الغفلة ، الميل إلى الهوى ، البطنة والذنب ، وغير ذلك .
وخصّص الفصل الخامس للعوامل التي تمزّق حجب العلم وتهيِّئ أرضيات التعقّل والمعرفة ، مثل : التقوى ، ذكر اللّه ، الاستعاذة وغيرها .
وعندما يترسّخ العلم في الروح وتعمّ المعرفة زوايا القلب ، وتزيّن الإنسان بجمالهما ، فلاشكّ في أنّ ذلك سيكون له انعكاسات ومسارات في علمه وبصيرته وفعله . وعلى هذه الشاكلة فقد أوردنا في الفصل السادس الآيات والروايات التي تُبرز آثار العلم والمعرفة ، ومن جملتها الإيمان والخشية والصلاح .

1.كنزالفوائد: ص ۲۶۵ ، بحارالأنوار : ج ۳۴ ص ۳۳۱ ؛ تاريخ مدينة دمشق : ج ۵۵ ص ۱۹۲ ح ۶۹۵۵ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 286623
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي