شرح نهج البلاغه(ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - صفحه 71

الوَحشَة منهم ۱ يزيد ثوابُه على ثواب النَّوافِل من الصّلاة والصِّيام وإن كَثُرت ؛ ووجه ذلك ظاهر ، وهو أَنّ صلاحَ ذاتِ البَينِ خَيرٌ يَتَعَدَّى من فاعلِه إِلى غيرِه ، والصّلاة والصّوم مقصوران على الفاعل ، فجاز أَن يكون القليلُ من ذلك النّوعِ يُوفِي على كثيرٍ من غيرِه. ۲
في كتاب إلى عمّال الخراج: ولَو لَم يَكُن فِيما نَهَى اللّهُ عنه من البَغْيِ والعُدوانِ عِقابٌ يُخافُ، لكانَ في ثَوابِ اجتِنابِه ما لا عُذْرَ في تَرْكِ طَلَبِه.
قال الإِمام الوبريّ: لأَنّ التَّقوى من القبائِحِ لها ۳ حكمان: فَوزٌ بالثَّوابِ ، ونَجاةٌ من العقاب. فلو عفا اللّهُ عن العقابِ في ارتكابِ القَبائحِ لم يَسُغْ للعاقلِ تَعاطِيها ؛ لأَنّ فيها حِرمان ثوابِها. فكفَى بثوابِ التَّقوى داعِياً إِليها ، وإِن كان يُؤمِنُ العِقابَ ؛ لأَنّ تَفوِيتَ النّفع العَظِيم الذي لا مَزِيدَ عَليه لا يَجوزُ في العَقلِ. ۴
قوله: فمَن تَمَّ على ذلكَ مِنهُم فَهُوَ الذي أَنْقَذَهُ اللّهُ من الهَلَكَةِ۵.
قال الإِمام الوبريّ: معناه : سَمِع قولَنا وأَطاع أَمرَنا فانقادَ لكتابِ اللّهِ ، فهو الذي نَجا من الهلك ، ومن أَعرَض عنه وانقاد لفاسِدِ رأيِه فهو الهالِك إِذا فارقَ الدُّنيا على هذه الصِّفَة. ۶
قوله: ومن كتاب له إِلى الأَسود بن قُطبَةَ ۷ والي حلوان:
إِنّ الوالِيَ إِذا اختَلَفَ هَواهُ مَنَعَهُ ذلكَ كَثِيراً من العَدْلِ .
قال الإِمام الوبريّ: إِنّ الذي يصل إِليك من ذلك من الثَّواب والثَّناء أَفضل من الذي يَصِل بسبِبك إِلى الرّعيَّة من أَمنِ السِّرْبِ وغيرِ ذلك. ۸

1.في «د»: معهم ، والتصويب من «خ».

2.معارج ، ص ۷۶۲.

3.في «خ» و «د» و «ح» (ج ۲، ص ۵۱۳) : له ، والمناسب ما أثبتناه.

4.معارج ، ص ۷۶۴.

5.في «د»: الهلك ، والتصويب من نهج البلاغة.

6.معارج ، ص ۷۷۵.

7.في «د»: قُطَيبَة ، والتصويب من «خ».

صفحه از 80