جواهر الکلمات فيما يتعلق بأحوال الرواة - صفحه 466

فإن قلت: ينافي ما ذكرتم من حدوث الوقف بعد موت ۱ موسى بن جعفر ما هو المحكيّ عن الكشيّ في ترجمة علي بن حسان بن كثير الهاشمي حيث قال الكشّي:
قال [ محمّد بن] مسعود: سألت علي [ بن الحسن بن عليّ بن فضّال] عن علي بن حسّان؟ فقال: عن أيّهما سألت؟ أمّا الواسطي فإنّه ثقة ، وأمّا الذي عندنا ـ يشير إلى الهاشمي ـ فإنّه يروي عن عمّه عبدالرحمن [ بن] كثير ، فهو كذّاب وهو واقفيّ أيضا لم يدرك أبا الحسن ، انتهى. ۲
ووجه المنافاة ظاهر ؛ إذ كون علي بن حسان واقفيّا وعدم دركه لأبي الحسن ـ بناءً على ما قلتم من حدوث الوقف بعد موته ـ مما لا يجتمعان.
قلت: يمكن دفع الثاني بوجهين: الأوّل أنّه يمكن أن يكون ما قاله الكشّي في ترجمة علي بن حَسّان مبنيّا على التجوّز ـ أي أراد أنّه وقف على الصادق عليه السلام ـ بقرينة قوله «لم يدرك أبا الحسن» ؛ ويُرشد إلى هذا الجواب قول بعض المحقّقين:
وربّما يطلق الوقف على من وقف على غير الكاظم من الأئمّة[ عليهم السلام أيضا] ، لكنّ الإطلاق ۳ ينصرف [إلى] من وقف على الكاظم، ولا ينصرف إلى غيره إلاّ بالقرائن ، ولعلّ من جملتها عدم دركه للكاظم عليه السلام وموته قبله كعلي بن حسّان ، أو موته في زمانه مثل سماعة بن مهران حيث مات في زمان أبي الحسن الثاني. ۴
إنّه لو سلّمنا أنّ مراد الكشي لا يكون محمولاً على التجوز المذكور ، ولكن يمكن أن يكون ما في ترجمة علي بن حسّان مبنيّا على الاشتباه والغلط الناشي عن القلم ؛ ويُرشد إلى هذا الجواب ما قاله شيخنا البهائي من أنّ نسبة الوقف إلى [ أبي] بصير ينبغي أن يعدّ من جملة الأخلاط بموته في حياة الكاظم ، والوقف تجدّد بعده.
فإن قلت: لعلّه وقف على الصادق عليه السلام .
قلت: اُولئك ناووسيّة ، ولم يعهد إطلاق الواقف عليهم ، والروايات التي اُسند إليها يدلّ على الوقف على الكاظم[ عليه السلام ]حيث نقل عن الصادق عليه السلام : إن جاءكم من يخبركم، انتهى ۵ كلامه.

1.الف : فوت .

2.رجال الكشي، ج۲ ، ص۷۴۸ ، الرقم ۸۵۱ ؛ الحاوي ، ج۴ ، ص۳۷.

3.في المصدر: المطلق.

4.منتهى المقال ، ج۱ ، ص۸۱ نقل بالمفهوم والمضمون ؛ منهج المقال وتعليقته ، ص۳۷۱ و ۳۷۲ في ترجمة يحيى بن القاسم أو ليث بن البختري أبي بصير.

5.منهج المقال وتعليقته ، ص۳۷۱ .

صفحه از 500