أمّا روايته في حديث سبيعة فأخرجها البخاري معلّقاً ۱ ومسلم ۲ وروايته في جلد الميتة في البخاري ۳ ومسلم ۴ .
وكروايته التي أخرجها مسلم ۵ عن الزهري عن عروة عن عائشة : أنّ النبي صلّى الله عليه و آله و سلّم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلمّا اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها . انتهى .
وقد روى مسلم هذه الرواية عن عروة من غير طريق الزهري بلفظ : لمّا مرض مرضه الذي مات فيه ، جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه .
وهذا لا يدلّ على التكرار كرواية الزهري ، بل يدلّ على الشروع في العمل والأخذ فيه .
ومثلها رواية البخاري عن الزهري عن عروة بلفظ : طفقت أنفث ، ليس فيها دلالة على التكرار ، بل هي تحتمل مجرّد الشروع مرّة كما يشعر به ما رواه مسلم ۶ من غير طريق عروة ولا الزهري، بل عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم إذا اشتكى منّا إنسان مسحه بيمينه ، ثمّ قال : «أذهب الباس ربّ الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلّا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً» فلمّا مرض رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم وثقل أخذت بيده لأصنع به نحو ماكان يصنع فانتزع يده من يدي ثمّ قال:«اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى» قالت: فذهبت أنظرفإذاهوقد قضى.
ففي هذا دلالة على أنّ المحاولة كانت مرّة محاولة يائسة ، فضلاً عن وقوع ذلك مرّة ، فضلاً عن تكراره .
1.صحيح البخاري ج۵ ص۱۳ .
2.صحيح مسلم ج۱۰ ص۱۰۸ .
3.صحيح البخاري ج۶ ص۲۳۱ .
4.صحيح مسلم ج۴ ص۵۱ و ص۵۲ .
5.صحيح مسلم ج۱۴ ص۱۸۲ .
6.صحيح مسلم ج۱۴ ص۱۸۰.