شرح حديث زينب عطاره - صفحه 316

الغيب الّذي لا يعلمها إلّا هو جل وعلا ۱ ؛ فإنّهم(ص) لهم الكلّ في الكلّ ، ولهم القلّ ۲ في الجلّ ؛ كما قال قبلة العارفين : نحن صنائع اللّه ، والخلق صنائع لنا۳ و لا يُعبد اللّه إلّا بعبادتنا ، ولا يعرف إلّا بسبيل معرفتنا،۴ إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصى ، ولنرجع إلى ما كنا هاهنا فيه .

تمهيد فيه تشييد

فإذا تحقّق واعترفت / الف 6 / بعين اليقين بحقيقة ما أشرنا إليه وبحقّية ۵ ما أظهرنا لك في آخر كلامنا هذا هاهنا ـ من كونهم (ص) صنائع اللّه تعالى ، وكون سائر الخلق وسائر الأشياء كلّها جلّها وقلّها صنائع لهم بل وعنهم ومنهم وبهم وفيهم وإليهم (ص) ، وكونهم بمقام لا يُعبد اللّه تعالى ولا يطاع إلّا بعبادتهم وطاعتهم ۶ وإطاعتهم ، ولا يعرف إلّا بمعرفتهم بحسب ذلك المقام كما مرّت الإشارة إليه ـ تحقّقت وتفهّمت حقّ التحقّق والتفهّم ۷ بكون كليّة الخلائق والأشياء من الحقائق والرقائق سواء كانت مخلوقة ومقصودة خلقتها بالذات كالعقل بجنوده وقواه وتوابعه وأتباعه ، أو ثانيا وبالعرض كالجهل بجنوده من نصاراه ويهوده ومجوسه وهنوده ولواحقه وأتباعه ۸ ، مخلوقةٌ بطاعتهم عليهم السلام ، مفطورة على خدمتهم ، مجبولة على إطاعتهم عليهم السلام ومتابعتهم ، مجعولة على جبلّة تابعيتهم ، معترفة بالفطرة بولايتهم ومولويّتهم ، مقرّة بحسب السجيّة الفطرية بأوّليتهم وسيادتهم عليهم السلام .
فبالجملة فالكلّ خيلهم وخدمهم ، والجلّ والقلّ بهمهم واُممهم من الدرّة إلى الذرّة، ومن الذرّة إلى الدرّة، كما قيل في مديحة الحضرة الختمية المحمديّة بالفارسية:
اى صدر نشين هر دو عالم
فرش ره توست عرش اعظم

سر چشمه آب زندگانى
سرجوش خلاصه معانى

سر خيل تويى وجمله خيلند
مقصود تويى همه طفيلند

وسر تلك المطاعية والمتبوعيّة إنّما هو كونهم(ص) جامع مجامع فنون / ب 6 / الكمال ، ومجمع جوامع شؤون الجمال والجلال ، في مقام البيان ومقام المعاني ، فضلاً عن كونهم مجمع مجامع الكمال الإنساني ، وجامع جوامع الجمال الروحاني ، وإن كانوا عليهم السلام بمجرّد هذه الجهة ـ أي من جهة كونهم صاحب منزلة الإنسان الجامع ومالك مرتبة جامع الجوامع ـ مستحقّين لكون الكلّ خيلهم وخدمهم ، وكون الجل والقل بهمهم واُممهم .
ومن هنا قالت أساطين الحكمة كما قيل : إنّ الكلّ والجلّ والقلّ من الأشياء خلقت لانتظام وجود الإنسان وجبلت على خدمة هذا النظام الّذي هو أحسن النظام ، فيكون بعض الأشياء خادما جلّه وبقلّه كالماء والتراب ، ويكون بعضها خادما يظلّه من فوقه كالنار والسّماء ، ويكون بعضها خادما يحيط به كالهواء ؛ لأنّ الهواء به استنشاق روح الإنسان وبه دوام حياته في هذه النشأة الدنيا ۹ ، وهي بحرارته ورطوبته يكون مادّة تكوّن الانسان ، وهو ـ أي الهواء ـ وسط التوابع والخدم في هذا العالم ؛ إذ فوقه النار ، وسبع سماوات ، وفلك المنازل ، وفلك البروج ، والكرسيّ ، والعرش ، وجسم الكلّ ، والمثال الكلّي يعني عالم الحس المشترك من جهة كونه هورقليا الخارج من هذا العالم والدّاخل فيها من جهتين ، والجوهر الهباء الكلّي ، والطبيعة الكليّة ، والنفس الكليّة يعني عالم الخيال الكلّي ، والروح الكليّة يعني عالم الدرّة الصفراء وهي لوح رقائق المعاني ، والعقل الكلي يعني الدرّة البيضاء عالم حقيقة حقائق المعاني ؛ فهذه تسعة عشر بعدد حروف البسملة .
وتحته الماء / الف 7 / وسبع أرضين «خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهنّ» والملك الحامل لها ، والصخرة وهو سجّين ، والثور ، والحوت ، والبحر المظلم ،

1.اقتباس من سورة الأنعام ، الآية ۵۹ : «وعنده مفاتح الغيب ...» .

2.القل : القليل .

3.راجع : نهج البلاغة ، كتاب ۲۸ ما قريبه .

4.بصائر الدرجات ، ص ۵۱۷ .

5.ح : بحقيقة .

6.ح : بطاعتهم .

7.م : التفهّم والتحقّق .

8.ح و م (خ ل) : وأشياعه.

9.ح : - الدنيا .

صفحه از 442