شرح حديث زينب عطاره - صفحه 320

تتمة [في أقسام العقل والجهل]

وكما يكون الإنسان الأكبر عرش اللّه الأعظم ـ بمعنى المظهر الجامع مجتمع جميع الروحانيات والجسمانيات ، جامع جوامع مجال جميع الأسماء والصفات ـ فكذلك الإنسان الأصغر الجامع وجامع الجوامع ، لا مطلق الإنسان البشري . وكما يكون الإنسان إنسانان ، فكذلك العقل المقابل للجهل ـ كما أشرنا إليه ـ عقلان ، والجهل جهلان : العقل الكلي الإلهي عقل الكل وهو الاسم الّذي أشرقت به السماوات والأرضون ، والعقل الجزئي البشري الّذي هو اُنموذج ذلك الكلّي المسمّى بالمصباح المصباح المحمّدي وبالدرّة المحمديّة البيضاء ، وذلك الجزئي جزئي هيولاني في بداية الفطرة البشرية منقسم / ب 8 / إلى النظري والعملي ، وأمّا في النهاية فيصير الغاية القصوى ومصدوقة كريمة «وعلَّم آدمَ الأسماءَ كلَّها»۱ كما قال صلى الله عليه و آله : اُوتيتُ جوامع الكلم۲ وهو جامع الجوامع . وكذلك الجهل جهلان : الجهل الكلّي ۳ المقابل للعقل الكلي العلمي المصباحي ويسمّى بـ « إبليس الأبالسة » ، والجهل الجزئي المقابل لذلك العقل البشري الجزئي ويسمّى بـ « النفس الأمّارة » ، وهي مجتمعة الشهوة والغضب السّبعي والشيطنة والنكرى الهوائية.

1.سورة البقرة ، الآية ۳۱ .

2.المسند ، ج۲ ، ص ۲۵۰ ؛ كنز العمال ، ج۱۱ ، ۳۱۹۱۴ .

3.م : - الكلي .

صفحه از 442