شرح حديث زينب عطاره - صفحه 330

بوجودهما الجمعي ، وكونهما الاجتماعي بما هما جسم مطلقٌ موجود بوجود واحد ؛ فإنّهما بيت واحد سقفه العرش ، وسطحه الكرسي كما تقرر في محله «وجمع الشّمس والقمر»۱۲ وذلك المجموع الجمعي هي الأرض الطيّبة الطاهرة البالغة في الطّهارة التامةُ في كمالها والكاملةُ في جمال العليينية .
وأمّا الماء الّذي فجّر فيها عذبا زلالاً فراتا سائغا شرابه ، فهو بحر قوّتها الهيولانية ، ومادّتها الحاملة لصورتها وهيولاها الرطبية السيّالة المتفعلة المتحركة المتلاطمة المتراكمة ؛ كما قال ۳ قبلة العارفين عليّ أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة التي يذكر فيها ابتداء خلق السّماء والأرض وخلق آدم عليه السلام في جملة ما قال فيها : فأجرى فيها ماءً متلاطما تيّاره متراكما زَخّاره۴.

إشارة نورية فيه إنارة عرفانية

[في اصدار الموجودات عن الحقيقة المحمديّة]

ولمّا تجلى شمس الضحى شمس حقيقة المحمدية البيضاء بإذن ربها الأعلى تعالى ، وهي العقل الكلّي المسمّى بعقل الكلّ والدرة البيضاء ، كما مضى في الوجود الجسماني بصورة الفلك الكلّي الأطلس المحيط العرشي ، وتحلى اقتداءً بها وخلافة عنها ، بدر الدّجى بدر حقيقة العلويّة العليا بإذن ربّه جلّ وعلا ، وهي النفس الكلية الإلهية المسمّاة بذات اللّه العليا وشجرة طوبى/الف14/ وسدرة المنتهى وجنة المأوى والدرّة الصفراء في الوجود ۵ الجسماني بصورة فلك الكرسي ، واستوى حضرة

1.سورة القيامة ، الآية ۹ .

2.قوله : «وجمع الشمس والقمر» سرّ استشهاده بهذه الكريمة هاهنا هو ما سيشير إليه بُعيد هذا من كون الفلك العرشي مجلاةً ووجودا ثانيا لعقل الكلّ والنور المحمدي(ص) وكون الفلك الكرسي مجلاةً ووجودا ثانيا للنفس الكلية : النور العلوي التي منزلتها من ذلك العقل الكلّي منزلة الإرادة من العلم ؛ كما يشاهد فينا ، من عرف نفسه فقد عرفه ربّه [عوالي اللئالي ، ج ۴ ، ص ۱۰۲ ] . «منه رحمه الله»

3.م : - قال .

4.نهج البلاغة ، الخطبة ۱ ، الرقم ۱۱ .

5.النسختين : وجود .

صفحه از 442