شرح حديث زينب عطاره - صفحه 331

الرّحمن ۱ بذلك التجلّي المشترك بينهما ـ أي بين الشمسين [و]القمرين ـ على عرشه الّذي هو مجموع تينك المجلاتين كما أشرنا ، وكان ذلك التجلي الجمعي الاستوائي هو عرض ولاية أهل البيت عليهم السلام وصيرورة ذلك المجموع العرشي الاستوائي مجلاة ذلك التجلي الجمعي الاستوائي ، وهيكل قبوله ومحلّ نزوله هو المعنى المقصود من قبول ولايتهم ـ عليهم افضل الصلوات وأكمل التّسليمات وروحي لهم الفدا ـ ، وذلك النحو من القبول هو حقّ القبول وحقيقته فافهم .
وأما إجراء ذلك الماء على تلك الأرض الطيبة الطاهرة التي هي أرض أعلى عليين وأرض جنّة المأوى ـ كما بينّا وبرهنا ـ سبعة أيّام ، فيحتمل أن يراد من «سبعة أيّام» السّماوات السّبع وحدها ، ويحتمل غير بعيد أن يراد منها الأنبياء السبعة الذين هم آباء حضرة نبي الأنبياء نيّنا وآباء آله الوارثين لكماله صلى الله عليه و آله ، كما روي وضبط في كتب التواريخ: آدم وشيث وإدريس المسمى بـ « هرمس » . ونوح وهود وإبراهيم وإسماعيل ، وسائر آبائه عليهم السلام كما ضبط وروي كانوا أولياء وأوصياء اُولئك الأنبياء السّبعة .

لطيفة عرشية

ولكن يجب أن يعلم أنّه لمّا كان لكلّ شيء من الأشياء الّذي تنزل أو ينزل من عالم العند ـ أي من عند ربّ العالمين تعالى ـ إلى عالمنا هذا خزائن مرتبة متنازلة ؛ كما قال / ب / 14 عز و جل : «وما ان۲من شيء إلّا عندنا خزائنه وما ننزّله الّا بقدرٍ معلوم»۳ مبدؤها خزينة المشية بمراتبه الأربع المترتبة : [1] : مرتبة النقطة والرّحمة ، [2] : ثم مرتبة الألف المسمّاة بالريح والرّياح وبالنفس الرّحماني ، [3] : ثم مرتبة الحروف المسماة بالسحاب المزجى ، [4] : ثم مرتبة الكلمة المركّبة من تلك الحروف البسيطة المسمّاة بالسحاب الثقال وبالزكام والسحاب المتراكم وبالحقيقة المحمديّة ومرتبة «اُوتيت

1.اقتباس من كريمة «الرحمن على العرش استوى» . سورة طه ، الآية ۵ .

2.م : ما.

3.سورة الحجر ، الآية ۲۵.

صفحه از 442