شرح حديث زينب عطاره - صفحه 332

جوامع الكلم» ۱ ، وهي جامع الجوامع ومَجمع المجامع وخزينة الخزائن في وجه من الاعتبار وضرب من الاستبصار ؛ فإنّ تغاير تلك المراتب الأربع إنّما هو بمجرّد التفصيل الفؤادي .
وبعد مرتبة المشيّة التي هي خزينة الخزائن ومخزن المخازن كما مرّ ـ وهي في وجه ، أي الاسم المخزون المكنون الّذي اختاره اللّه واستأثره لنفسه ولم يخرج منه إلّا إليه ، بدؤه منه وعوده إليه ، خزائن مراتب الأنوار ، [و] وجه الأركان الأربعة العرشية المرتّبة ، خزينة النور الأبيض المسمّى بالدرة البيضاء كما مضى ، ومنه ابيضّت البياض .
ثمّ خزينة النور الأصفر المسمّى بالدرّة الصفراء ومنه اصفرّت الصّفرة ؛ ثم خزينة النور الأخضر المسمّى بالدرّة الخضراء ومنه اخضرّت الخضرة ؛ ثم خزينة النور الأحمر المسمّى بالدرّة الحمراء ومنه احمرّت الحمرة ؛ ثم خزينة الجسم المحدد المحيط المسمّى بالعرش ؛ ثم الجسم الواسع المسمّى بالكرسي ؛ ثم خزينة فلك زحل ؛ ثم خزينة فلك المشتري ؛ ثم خزينة فلك المريخ ، ثم خزينة فلك الشمس المسمّى بالوجود الثاني ـ أي قطب فلك الوجود ۲ الجسماني للأشياء كلّها علويها / الف 15 / وسفليها ؛ ثم خزينة فلك الزهرة ؛ ثمّ خزينة فلك عطارد ؛ ثم خزينة فلك القمر .
وهذه المراتب من الخزائن من الغيب والشهادة هي كلّياتها المعروفة المشهورة في عرف الطائفة ؛ وهاهنا مراتب اُخرى عيناً وشهادةً قد أشرنا إليها في الجملة ، وطوينا ذكرها اختصارا .

تفريع وتقريع

[في معرفة طينة المحمّديين]

فعلى ما نبّهناك يا صاحب البصيرة العيناء ـ عليه ممّا تلونا عليك في هذه اللطيفة العرشيّة ، وكشفنا فيها عن سرّ قوله تعالى «يدبّر الأمر من السّماء إلى الأرض»۳
يتّضح

1.المسند ، ج۲ ، ص ۲۵۰ .

2.مرادنا من « فلك الوجود الجسماني » كليّة العوالم الجسمانية غير العرش والكرسي ؛ لتقدّمهما على السماوات السبع فضلاً عن غيرها ، فلا تغفل . «منه أعلى اللّه مقامه» .

3.سورة السجدة ، الآية ۵ .

صفحه از 442