شرح حديث زينب عطاره - صفحه 335

الاُمّهات السفلية من أصلاب الآباء الطاهرين من البشريين وترائب الاُمّهات الطاهرات البشريات ، ويتصوّر بالأطوار المعروفة ، ويتصوّر في كلّ طور بصورة معهودة مقصودة إلى أن تصل إلى الغاية التي خلقت لها ؛ كلّ ميسّر لما خلق له۱.
وقس على ذلك سيرها وسلوكها من أصلاب الآباء السفلية وأرحام الاُمّهات العنصرية المعروفة بين العامّة ، ولكن يتفاوت بين السيرين والسلوكين ؛ فإنّ سيرها / ب 16 / هاهنا صعودي في وجه من الاعتبار ، وأمّا هنالك فنزولي لا غير.

تكملة

[فى معرفة حقيقة الماء الأرضية]

وأمّا الأخذ من صفوة ذلك الطّين وجعل [ا]لمأخوذ من صفة طينتهم عليهم السلام ، فالمراد من الصّفوة ۲ هو طين أعلى عليين الجامع لجوامع الطينات الطيّبة العليينيّة ، ومجمع مجامع مولود السّعادة الحقيقية ؛ كما مرّت الإشارة إلى كون مجموع جسمَى العرش والكرسيّ صورة الجمع بين الشمسين والقمرين اللّذين هما أبوا جميع الاُمم؛ والماء الّذي فُجر في أرض ذلك الوجود الجمعي الجسماني النوراني هو الماء الّذي قال تعالى فيه : «و [كان] عرشه على الماء»۳ وقال : «وجعلنا من الماء كل شيء حيّ»۴
وحقيقة هذا الماء هي الحقيقة المسماة بالحقيقة المحمّدية التي هي الكلمة الجامعة لجوامع الكلم ، وهي مجمع مجامع الكلمات التامات .
والعرش الّذي كان على تلك الحقيقة هو مجموع الموجودات والمخلوقات من الدرّة إلى الذرّة ومن الذرّة إلى الدرّة ، وتلك الحقيقة التي هي حقيقة حقائق الأشياء كلّها إنّما هي المرتبة الرابعة من مراتب المشيّة الأربع المسمّاة بالسّحاب الثقال ۵ ، وهي مرتبة جامع الجوامع ومجمع المجامع في الصّفات العليا والأسماء الحُسنى .

1.المسند ، ج ۱ ، ص ۶ و ۸۲ ، الجامع الصغير ، ج ۲ ص ۹۳ .

2.م : الصفة .

3.سورة هود ، الآية ۷ .

4.سورة الأنبياء ، الآية ۳۰ .

5.اقتباس من سورة الرعد ، الآية ۱۲ : « .. . ويُنشِئ السحابَ الثقال» .

صفحه از 442