شرح حديث زينب عطاره - صفحه 343

المؤمن بالولادة الثانية ، كما قال روح اللّه المقدّس عليه السلام / ب 20 / لم۱يلجْ ملكوتَ السماوات مَن لم يولد مرّتين .۲
وعلى هذا المنال الأظهر الألصق بكون معنى مزجهما بالماء الأوّل والماء الثاني مزج الطينتين الذاتيتين الاُوليين . الأصليتين بماء الصّالحات والمصلحات والمفسدات التي هي كلّها معدّات وإعدادات وإمدادات وإخراجات للمادة الطينية الأصلية من كتم القوة الإمكانية إلى فضاء الوجود والفعلية المزجيّة علما واعتقادا وحالاً وعملاً ، وبذلك الإعداد والإخراج المزجيين يتكوّن الفطرة الثانية المكتسبة التي هي ملاك السّعادة والشقاوة .
وتتمّة الحديث لظهور معناه مستغنية عن الترجمة ، فليرجع إلى ما كنّا فيه من بيان هذا التقابل بين العقل بجنوده وبين الجهل بجنوده ، وبيان ما يتعلّق به سرائر أحواله ولطائف حكم أسراره على وجه الاختصار. وقد فرغنا من بيان الكيفية ، وبقي ما يتعلّق بالحكمة فيه ، ولنصرف عنان البيان إليه بقدر الكفاية على نحو الاقتصار .

حكمة غائية

[خلقة الأشقياء توجب عمارة العالَم]

إنّ من قيمة النظام التام التمام المسمّى بالعالم الحاكي عن النظام الحقّ الحقيقي المسمّى بـ « فوق التمام لنظام الدنيا التي هي البُلغة إلى الآخرة ولقد قالت أئمّة الحكمة وأساطين العلم والمعرفة : إنّ نظام الدنيا لا ينصلح إلّا بنفوس غليظة وقلوب قاسية وطبائع جاسية خاسئة ، فلو كان الناس كلّهم سعداء بنفوس خائفة من عذاب اللّه وسخطه وعقابه وقلوب خاشية خاضعة لآياته وطبائع لطيفة منفعلة سهل القبول والانفعال لاختلّ النظام غاية الاختلال بعدم القائمين بعمارة دار الدنيا التي هي دار البلغة إلى غاية النظام وثمرة شجرة الانتظام من النفوس الغلاظ الشّداد الأشرار

1.هكذا في النسخ / في المصادر : لن .

2.اثنا عشر رسالة ، ج ۸ ، ص ۹۲ .

صفحه از 442