شرح حديث زينب عطاره - صفحه 344

كالفراعنة والدّجاجلة / الف 21 / والنّفوس المكّارة كشياطين الإنس ، والبهيميّة كجهلة الفجرة وحمقاء الكفار. وفي الحديث الربّاني : إنّي جعلت معصية ابن۱آدم سببا لعمارة العالم ،۲ وقال سبحانه : «ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حقَّ القول منّي لأملأنَّ جهنم من الجنّة والناس أجمعين»۳ . ۴ فكون الناس على طبقة واحدة ينافي الحكمة والعناية ، وهو إهمال سائر الطبقات الممكن وجودها في مكمن الإمكان من غير أن يخرج من كتم القوّة إلى فضاء الفعليّة والعيان ، وخلوّ أكثر مراتب هذا العالم عن أربابها ، فلا يتمشّى النظام فلا ينصلح العمارة فلا ينعقد الانتظام المؤدّى إلى كمال حسن النظام إلّا بوجود الاُمور الخسيسة والنفوس الدنية ، وطبائع اللئام التي يحتاج إليها انتظام هذه الدار البلغة إلى دار السلام التي يقوم بها وبعمارتها أهل الظلمة والحجاب البالغين في الاحتجاب وتنعّم بها وبنعمها بما هي نعمها أهل الخسّة والذلّة والدّناءة والقسوة وسائر الأنعام والدواب ، المبعدين عن دار السلامة والكرامة والنور ، والمطرودين عن دار ۵ المحبة والبهجة والسّرور ، والممنوعين عن الشّراب المختوم بسراب الاغترار والغرور ، والممكورين والفائقين بالخضاب عن الشباب وبالسّراب عن الشراب .
فوجب ۶ في العناية الاُولى والحكمة الكبرى التفاوت في قابليات المهيات والتخالف والاختلاف في استعدادات الذّوات لنيل ۷ مراتب الدرجات في الشّرف والعلوّ والصّفا والعزّة والسقوط في مهابط الدركات في الخسّة والسّفالة والكدورة والذلّة ، وثبت بموجب القضاء اللّازم النافذ في القَدَر الحكمُ بوجود السّعداء / ب 21 / والأشقياء جميعا ، وبوجود المؤمنين من الأشرار والأخيار ۸ والمنكرين من المنافقين

1.ح : - ابن .

2.قارن : المنهج القوي ، ج ۴ ، ص ۹۵ .

3.سورة السجدة ، الآية ۱۳.

4.م : اقرار.

5.ح : عالم (بدل : عن دار) .

6.ح : فرحب .

7.م : بنيل .

8.م و ح : الأسرار والأخبار .

صفحه از 442