شرح حديث زينب عطاره - صفحه 373

والمؤيّد له هو عدم تعرّض اُولئك الأساطين هاهنا ، أي في مقام كيفيّة استمدادات الشّمس من الأركان وإمداداتها لسائر الكواكب السيّارة بأفلاكها لهذا الرّكن الأصفر المسمّى بالرّوح وبعالم اللطائف والدقائق الجبروتية على حدة ، مع كون هذا الرّكن المعظّم أعظم وأجلّ تأثيرا وأكثر مدخلاً في انصلاح نظام العالم من الركنين الأخيرين التاليين التابعين الخادمين له .
وحصرهم ظاهراً أمر هذا الاستمداد الشمسي في استمدادها / الف 37 / أوّلاً من ذلك الرّكن الأبيض الأقدم ذاتا وصفةً وثانيا ـ كما سيأتي من الرّكن الأخضر ـ وثالثا من الرّكن الأحمر كذلك ـ أي ذاتا وصفة ـ وعدم تعرّضهم صريحا لهذا الركن الأجلّ الأعظم كأنّه صريح في الاحتمال الّذي أظهرنا ؛ فإنّ هذا الرّكن العلويّ من جهة شدة اتصاله وارتباطه بالرّكن المحمّدي ـ بل من جهة اتحاده به بدليل « أنفسنا » حيث استدلّ واحتجّ به حضرة الرّضا عليه السلام على المأمون الغير المرضيّ ـ لا ينبغي أن يستثنى حكمه من حكم ذلك الرّكن النبويّ ، ويتعرّض له على حدة كالتعرّض للركنين الأخيرين ، وإن كان كلّ منهما أيضا من مقامات النور العلويّ ، ولكن انفصالهما بوقوع الواسطة الفاصلة بينهما وبين الرّكن البياضي كأنّه يناسب التعرّض الاستقلالي ؛ كيف لا؟! وقد يعبّر عن الأخيرين في عرف طائفة من العرفاء بالرّكنين الظلمانيين ، ويعبّر عن الأوّلين بالنّورين النورانيين إشارةً إلى قرب الأخيرين من اُفق غرب الظلمات وبُعدهما من اُفق شرق شمس الحقيقة الّذي يعبّر عنه بالحقيقة المحمديّة البيضاء والاسم الّذي أشرقت به السماوات العلى والأرضون السفلى ، وهو مشرق المشارق عندنا ، وكون النّور الأصفر برزخا بين عالم حقائق الأنوار الجبروتية الأيمنيّة وعالم الأنوار الصوريّة الملكوتيّة الأيسرية ـ غالبةً لطافته وروحانيته ومعنويته على إضافته وارتباطه بعالم الصّورة والجسمانية ـ يؤيّد ما احتملنا وعلّلنا ، وبالجملة :

علي را قدر ، پيغمبر شناسد
كه هر كس خويش را بهتر شناسد

تكفيه ۱ الإشارة . هندي زاده آزاده اي ۲ گفت
ودُر سفت / ب 37 / :
چون كه هر وصف محمّد با علي است
گر بگويي يا محمّد ، يا علي است

وأمّا قصّة احتجاجه عليه السلام على اللجوج الّذي أخلد إلى أرض اللجاج والاعوجاج ، فهو أنّ المأمون لمّا سأله عليه السلام قال : وما الدّليل على خلافة جدّك ؟
قال عليه السلام : بدليل «أنفسنا» .
فقال المأمون : لولا «نسائنا» .
فقال عليه السلام : لولا «أبناءنا» .
فبقي المأمون محجوجا مغلوبا مقطوعا ۳ نفسه مقلوبا عليه حجته ؛ «الحمد للّه الّذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه »۴ .
ولنرجع إلى إتمام إكمالنا : وهي ـ أي هذه الشمس ـ تستمدّ من ذات ۵ النّور الأخضر والرّكن الأيسر الأعلى ، وهو عالم لوح الصّور القدر وعالم الذرّ الّذي هو بعينها عالم الصّور الّذي ينفخ فيه نفحات ۶
الأرواح في قوالب الصّور يوم ينفخ في الصّور ، أعلاه ضيق وأسفله واسع ، يحتمل حشر تمام عالَم ۷ الصّور التي لا حدّ لها ولا نهاية، « فاذا هم بالسّاهرة»۸ .
وتمدّ المشتري بفلكه الّذي هو فلك العلم النازل من عالم العند عالم الخزائن إليه ، ثم ينزل منه ـ وهو أيضا منزل ۹ من الخزائن ـ على كلّ من يصلح لأن ينزل عليه والإفاضة من لدنه ، والتفاوت بين هذه الخزينة والخزائن التي فوقها وينزل منها إليها إنّما هو تفاوت الصّورة والمعنى ، ومن هنا يعلم سرّ التفاوت بين هذه الخزينة الزحليّة التي هي فوقها ـ كما أشرنا قُبيل هذا ـ من كون فلك زحل فلك العقل والتعقّلات ، وهذا بعينه هو وجه التفاوت بين التصوّر الخيالي وبين التصوّر العقلي ؛ فإنّ الخيال من عالم

1.ح : و أحد وجهي ؛ م : يكفيه .

2.م : هندى زاده اى .

3.ح : متطوّعاً .

4.سورة الأعراف ، الآية ۴۳ .

5.م : ذلك .

6.ح : نفخات .

7.ح : - عالم .

8.سورة النازعات ، الآية ۱۴ .

9.م : هو منزل أيضاً .

صفحه از 442