شرح حديث زينب عطاره - صفحه 374

الصّور ، والعقل من عالم المعاني ، وطريق نزول / الف 38 / الوحي هو أن يتمثّل المعاني والأرواح ، ويتصوّر بالصّور والأشباح ، وهذا هو روح معنى التنزيل والتنزل عند اللّه ، وهي تستمدّ من صفة ذلك النّور الأخضر والدرّة الخضراء . ومنها اخضرّت الخضرة ، سيّما خضرة روضة العلم بأحوال الأشياء .
وتمدّ عطارد بفلكه ، وهو فلك القلم والرقم ، منزلته من فلك المشتري منزلة كاتب الوحي ، وبعبارة اُخرى منزلة الوزارة والاستيفاء ، وبهما ينصلح نظام اُمور العلماء والحكماء وكتّاب دفاتر علومهما بمعونةٍ من زحل بفلكه الّذي هو رئيس العقلاء وشيخ الحكماء ، وهي تستمدّ من ذلك ۱ الرّكن الأيسر الأسفل والنّور الأحمر والدرّة الحمراء التي احمرّت منها الحمرة ، سيّما حمرة الورد الأحمر الّذي هو تمثّل روح الرائحة المحمدية المعطّرة لكليّة روضات الآخرة والاُولى ، الذّاهبة بقلوب عشّاقها ، وهي درّة تاج الشوكة والسّطوة وقهرمانُ ملكوت العزّة والرّئاسة .
وتمدّ المرّيخ بفلكه الّذي هو فلك قهرمان الأوهام والسّطوة والشوكة ، وهو كوكب طور سيناء ، فلمّا تجلّى للجبل جعله دكّا ۲ ، وهو ـ أي ۳ ذلك التجلي ـ طور من أطوار و ۴ نور من أنوار قهرمان سلطان الدّين أمير المؤمنين عليه السلام صاحب السّيف والقلم في العاجل ، و بيده لواء الحمد۵ والفتح والنّصر والظفر في الآجل، وبيده حلّ جلّ المشكلات وقلّها ، «وهو القاهر فوق عباده»۶ .
وهذا النور المنظور إنّما هو تلك الدرّة الحمراء المسمّاة بالطبيعة الكليّة / ب 38 / التي هي القوة القاهرة المتصرفة في مواد كلية العالم الأكبر ۷ بالقضاء والامضاء ، المسمّاة في الشريعة المقدّسة ـ كما في الآثار المأثورة ـ بيد اللّه الباسطة ، وقد يعبّر عنها

1.ح : ذات .

2.اقتباس من كريمة الأعراف ، الآية ۱۴۳ .

3.ح : - أي .

4.م : - و .

5.راجع : احقاق الحقّ ، ج۴ ص ۹۹ و ج۵ ، ص ۷۵ و ج۱۶ ص ۵۱۵ .

6.سورة الأنعام ، الآية ۱۸ .

7.ح : الكبير .

صفحه از 442