شرح حديث زينب عطاره - صفحه 411

والحجاب الأبيض والأيمن الأعلى من العرش ، بمعنى مجموع المخلوقات كلّها من الرّوحانيات والجسمانيات ، وهو القلم الأعلى والجاري ، والألف القائم والقائم بالتوحيد الحق وخزينة ۱ خزائن معاني الخلق ، والحقيقة المحمدية المسمّاة بالمحمدية البيضاء وبمصباح الضياء وبشمس الضحى ، ومنزلة هذه الحقيقة المحمديّة البيضاء من الحقيقة المحمّدية المذكورة قبيل هذه المسمّاة بالماء في قوله تعالى «و [كان] عرشه على الماء»۲ كما أسلفنا منزلة مَرتبة «فكان قاب قوسين» من مرتبة «أو أدنى»۳ . وهذه هي المسمّاة بالمحمدية البيضاء لمكان بيضها ، بخلاف تلك الحقيقة ؛ فإنّها من مرتبة ۴ فوق عالم التلوّن المعبّر عنه بعالم الانصباغ والاحتجاب ، وبعالم الوجود المقيّد وعالم تلك الحقيقة المحمدية المطلقة عالم الوجود المطلق وعالم الحقّ ۵ وعالم حقيقة حقائق الأشياء ، والأزلية الثانية / الف 59 / بعد الاُولى ، ومقام الوجود الثاني إشراق شمس الحقيقة الأقدس تعالى ، والحديقة ۶ المحمّدية الاُولى التي من شجرتها ۷ ذاق روح القدس الأعلى في جنان الصّاقورة ۸ باكورتها .
وبالجملة فهو ـ أي ذلك الجزء الثاني ـ خزينة خزائن المعاني ومفتاح خزائن الرّحمة عقل الكلّ روح الأرواح الكلية ، وحقيقته الحقائق الأعيانية ، وهو روح القدس الأعلى الّذي له رؤوس ووجوه جبروتية بعدد الخلائق العلوية والسفليّة ، لم يخلق اللّه شيئا إلّا ويكون لذلك الرّوح المقدّس الأعلى فيه رأس خاصّ به ووجه مختصّ به ، وتلك الرؤوس والوجوه تكون موجودة في ذلك الرّوح الكلي البسيط المحيط بوجه أبسط [و] أعلى وبنحو أشرف وآكد وأقوى من وجودها في الأشياء ؛ إذ وجودها فيه بنحو الكثرة في الوحدة ، متّحدة في الوجود والحقيقة ، متغايرة في المعنى والمهيّة .

1.م : جزئية .

2.سورة هود ، الآية ۷ .

3.سورة النجم ، الآية ۹ .

4.ح : - من مرتبة .

5.إنّ المراد من الحقّ هاهنا الحق الإضافي الّذي هو تجلّي الحقّ الحقيقي على هياكل الأشياء «منه أعلى اللّه مقامه» .

6.ح : الحقيقة .

7.إنّ هذه الشجرة أي شجرة المزن المسمّى بالعماء على شاطئ بحر الرحمة الواسعة ، كما مرّت الإشارة. «منه قدس سره» .

8.ح : الصاغورة .

صفحه از 442