وصول الأخيار إلي أُصول الأخبار - صفحه 426

يعلمه من الشيوخ ، فإذا استوفى ما عنده أو غرضه منه ، طَلَب مَنْ عنده زيادةٌ في أيّ قُطْرٍ كان ؛ مقدِّما الأقربَ فالأقرب ، وذلك كانَ يستعمله الصدرُ الأوّل ، وأمّا الآن فقد انحصر أكثر الأحاديث وأهمّها في أُصولنا الخمسة ۱ ، فالواجب الآن كتابتها وتصحيحها وتكثّر روايتها عن الشيوخ ما أمكن ؛ لتكثر عنده طرقها ، ويكون ذلك أروج للاتّصال .

أصل [ 2 ]

وينبغي لطالب العلم والحديث أن يستعمل ما يعلمه وما يسمعه من أحاديث العبادات والسنن والآداب ؛ فإنّ زينة العلم العملُ ، وهو زكاته وسَبَبٌ لقراره .
فقد رُوّيْنا بأسانيدنا عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد اللّه عليه السلامقال : «العلمُ مقرونٌ إلى العمل ، فمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، ومن عَمِلَ عَلِم ، والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلاّ ارتحل» ۲ .
ورُوّيْنا عنه ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عليّ بن محمّد القاشاني ، عمّن ذكره ، عن عبد اللّه بن القاسم الجعفري ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : «إنّ العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّتْ موعظتُه عن القلوب كما يزلّ المطرُ عن الصفا» ۳ .
وروّينا عنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن حفص بن غياث ، قال : قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام : «مَنْ تعلّم العلمَ وعَمِلَ به دُعيَ في ملكوت السماوات عظيما» ۴ .

1.وهي الكتب التي ذكرها في ما سبق وهي الكافي للكليني ، ومدينة العلم ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ، وتهذيب الأحكام والاستبصار للشيخ الطوسي .

2.الكافي ۱ : ۴۴ ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، ح ۲ .

3.الكافي ۱ : ۴۴ ، كتاب فضل العلم ، باب استعمال العلم ، ح ۳ .

4.الكافي ۱ : ۳۵ ، كتاب فضل العلم ، باب ثواب العالم والمتعلّم ، ح ۶ .

صفحه از 515