رسالة في « أبي داود » - صفحه 33

[فوائد]

فائدة[ 1 ] : [ في «شرطة الخميس» ]

روى الكشّي في ترجمة الأصبغ بن نباتة ـ بفتح الهمزة كما في التوضيح ، وضمّ النون كما في الإيضاح ۱ والتوضيح ـ : «أنّه قيل للأصبغ : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ ؟ قال : إنّا ضمنّا له الذبح وضمن لنا الفتح ، يعني أميرالمؤمنين عليه السلام» . ۲
وروى الكشّي أيضا أنّه قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية» . ۳
وحكى الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة : «أنّه قال أنس بن مالك : كان قيس بن سعد من النبيّ صلى الله عليه و آله بمنزلة الشرطة من الأمير» .
وفي ترجمة أبي يحيى الحنفي : «أنّه كان من شرطة الخميس» . ۴
وحكى العلاّمة في الخلاصة في ترجمة عبد اللّه بن يحيى الحضرمي : أنّه قال له عليّ عليه السلام يوم الجمل : «أبشر يابن يحيى فإنّك وأباك من شرطة الخميس حقّا ، أخبرني رسول اللّه صلى الله عليه و آله باسمك واسم أبيك في شرطة الخميس واللّه سمّاكم في السماء شرطة الخميس على لسان نبيّه صلى الله عليه و آله» . ۵
قال السيّد السند التفرشي بعد نقل الحكاية المذكورة : «والخميس : العسكر ، وإنّما سمّي خميسا لانقسامه خمسةَ أقسام : مقدّمه ، وساقه ، ويمينه ، ويساره ، وقلبه . والشرطة : طائفة من الجيش» . ۶
وحكى الفاضل الاسترآبادي في ترجمة عبد اللّه بن يحيى الحضرمي ، وكذا في الفائدة التاسعة من الفوائد المرسومة في آخر المنهج عن البرقي : أنّ شرطة الخميس كانوا ستّة آلاف رجل ، وقال عليّ بن الحكم قال أميرالمؤمنين عليه السلام : تشرّطوا فإنّما أُشارطكم على الجنّة ، ولست أُشارطكم على ذهب ولا فضّة ، إنّ نبيّنا صلى الله عليه و آله قال لأصحابه فيما مضى : تشرّطوا فإنّي لست أُشارطكم إلاّ على الجنّة» . ۷
وعن البرقي في ترجمة سهل بن حنيف الأنصاري : «أنّه كان من شرطة الخميس» . ۸
وقد ذكر شرطة الخميس في بعض تراجمَ أُخرى .
وفي الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة : «رأيت أميرالمؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس» . ۹
وقال العلاّمة المجلسي بخطة الشريف في الحاشية :
الشُرطة ـ بالضمّ ـ أوّل طائفة من الجيش تشهد الواقعةَ ، والخميس : الجيش ، سمّي به لأنّه مقسوم بخمسة أقسام : المقدّمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة والقلب . ۱۰
وفي بعض روايات زيادات القضاء من التهذيب : «يا قنبر ، ادع لي شرطة الخميس» . ۱۱
وقال المولى التقيّ المجلسي في الحاشية :
الخميس : الجيش ، سمّي به لأنّهم خمسُ طوائفَ : المقدمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب . والشُرَط : الأقوياء الذين يتقدّمون الجيش ، فهم أخصُّ من المقدّمة ، كأنّهم شرطوا أن لايرجعوا حتّى يفتحوا أو يُقتلوا ، وكان الأصبغ بن نُباتةَ منهم ، وروى الكشّى أنّه قيل للأصبغ بن نباتة : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ ؟ قال : إءنّا ضمنّا له الذبحَ وضمن لنا الفتحَ يعني أميرالمؤمنين عليه السلام ۱۲ . ۱۳
وفي المصباح :
الشُرطة ـ وزان غُرفة ، وفتحِ الراء مثال رطبة ـ لغة قليلة . وصاحب الشرطة يعني الحاكم . والشرط ـ بالسكون والفتح أيضا ـ الجند ، والجمع شُرَطٌ ، مثل رُطَبٌ . والشُرَط على لفظ الجمع : أعوان السلطان ؛ لأنّهم جعلوا أنفسهم علاماتٍ يُعرفون بها للأعداء ، والواحدة : شرطة ، مثل غرفة ، والجمع : غُرَف .
وإذا نسب إلى هذا قيل : «شُرْطيّ» بالسكون ردّا إلى واحده . ۱۴
وفي النهاية الأثيريّة : «الخميس : الجيش ، سُمّي به لأنّه مقسوم بخمسة أقسام : المقدّمة ، والساقة ، والميمنة ، والميسرة ، والقلب . وقيل : لأنّه تخمَّس فيه الغنائمُ» . ۱۵
وفي المجمع :
وفي حديث عليّ عليه السلام لعبداللّه بن يحيى الحضرميّ يوم الجمل : «أبشر يابن يحيى ، فإنّك وأباك من شرطة الخميس» أي من نُخَبهِ وأصحابه المتقدّمين على غيرهم من الجند .
والشُرْطَة ـ بالسكون والفتح ـ : الجند ، والجمع : شُرَط ، مثل رُطَب .
والشُرَط على لفظ الجمع : أعوان السلطان ، والوُلاةُ ، وأوّلُ كتيبة تشهد الحربَ وتتهيّأ للموت .
سمّي بذلك لأنّهم جعلوا لأنفسهم علاماتٍ يُعرفون بها للأعداء . الواحدة : شُرْطَة كغُرَف وغُرْفَةٌ .
وصاحب الشرطة يعني الحاكم . وإذا نسب إلى هذا قيل : «شُرْطيّ» بالسكون ردّا إلى واحده كتركيّ .
والخميس : الجيش . وفي حديث الأصبغ بن نُباتةَ وقد سئل : كيف سمّيتم شرطة الخميس يا أصبغ ؟ قال : لأنّا ضمنّا له الذبحَ ، وضمن لنا الفتحَ يعني أميرالمؤمنين عليه السلام ۱۶ . ۱۷
أقول : إنّ مقتضى عبارة المصباح أنّ «الشرط» يستعمل تارةً في مقدّمة الجيش وهو معروف ، وأُخرى في نفس الجيش ، وثالثةً في بعض أعوان السلطان .
ومقتضي عبارة المجمع أنّ «الشرط» يستعمل تارةً ـ زيادةً على المعاني الثلاثة
المتقدّمة ـ في أوّل كتيبة ، أي طائفة من الجيش تحضر الحرب .
وما نقله في النهاية عن قائل في وجه تسمية الخميس ضعيف ؛ إذ لا مجال لوضع اللفظ اللغوي بمناسبة أمر شرعي ، إلاّ أن يكون المقصود من تخميس الغنائم هو التخميس بالنسبة إلى المقدّمة وأخواتها ، لا التخميسُ بالخمس الشرعي .
وما ذكره السيّد السند التفرشي ـ من أنّ «الشرط» طائفة من الجيش ۱۸ ـ كما ترى ؛ إذ الشرطة هي مقدّمة الجيش ، لا مطلق طائفة من الجيش .

1.ايضاح الاشتباه : ۸۰ / ۲ .

2.رجال الكشّي ۱ : ۳۲۱ / ۱۶۵ .

3.رجال الكشّي ۱ : ۳۲۶ / ۱۷۷ .

4.خلاصة الأقوال : ۱۹۲ .

5.خلاصة الأقوال : ۱۰۴ / ۸ .

6.نقد الرجال ۳ : ۱۵۲ / ۴۲۴۰ .

7.منهج المقال : ۲۱۴ و ۴۱۸ .

8.رجال البرقي : ۳ ، وانظر رجال السيّد بحر العلوم ۳ : ۳۲ .

9.الكافي ۱ : ۳۴۶ ، ح ۳ ، باب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل فى أمر الامامة .

10.مرآة العقول ۴ : ۷۹ .

11.تهذيب الأحكام ۶ : ۳۱۶ ، ح ۸۷۵ ، باب زيادات القضاء .

12.رجال الكشّي ۱ : ۳۲۱ / ۱۶۵ .

13.حكاه عنه ولده في ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار ۱۰ : ۲۴۰ ، ذيل ح ۸۲ .

14.المصباح المنير : ۳۰۹ (شرط) .

15.النهاية لابن الاثير ۱ : ۷۹ (خمس) .

16.رجال الكشّي ۱ : ۳۲۱ / ۱۶۵ .

17.مجمع البحرين ۱ : ۴۹۹ (خمس) .

18.نقد الرجال ۳ : ۱۵۲ / ۴۲۴۰ .

صفحه از 80