فائدة[ 2 ] : [ في «حفظة» ]

قد يقال في بعض التراجم : «حُفَظَة» كما ذكره الشيخ في الرجال في ترجمة الصدوق ، ^۱ أو «كان حفظة» كما ذكره الشيخ في الفهرست في ترجمة محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن قضاعة ، ^۲ وعمرو بن محمّد بن سليم . ^۳
وهو كهُمَزة من صيغ المبالغة ، كما يرشد إليه ما ذكره في القاموس في مادّة العرق قال : «العَرَق ـ محرَّكةً ـ رشح جلد الحيوان ويستعار لغيره . والعُرَق كصُرَد كثيره . وأمّا عُرَقة كهُمَزة فبناء مطّرد في كلّ فعل ثلاثي كضُحَكة» ، ^۴ وكذا ما ذكره في القاموس في نكح من قوله : «رجل نُكَحَةٌ ونُكَحٌ : كثيره» . ^۵
بل يرشد إليه ما ذكره في الصحاح في قوله : «رجل عُرَقَةٌ مثال هُمَزة : إذا كان كثيرَ العَرَق» . ^۶
ويرشد إليه ما قاله البيضاوي في تفسير قوله سبحانه : « وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ »^۷ من أنّ بناء فُعَلَة يدلّ على الاعتياد ، فلا يقال : ضُحَكَة ولُعَنة إلاّ للمكثّر المتعوّد . ^۸
وكذا ما نقله التفتازاني في شرح التلخيص في البديع في الجناس اللاحق من أنّ بناء فُعَلَة يدلّ على الاعتياد ، فلا يقال : ضُحَكَة ولُعَنَة إلاّ للمكثّر المتعوّد . ^۹
ويرشد إلى كون المقصود من حُفَظَة في ترجمة الصدوق هو المبالغةَ ما ذكره في الفهرست في ترجمة الصدوق من أنّه لم يَرَفي القمّيين مثلَه في حفظه . ^۱۰
لكن قال الشهيد في المسالك صدْرَ كتاب اللقطة : «إنّ اللُقَطة بفتح القاف على فُعَلة ، فهو اسم الفاعل كهُمَزة ولُمَزة وهُزاةٍ» . ^۱۱
وبما سمعت يظهر فَساد ما صنعه بعضُ مَن أجاز الوالدَ الماجد رحمه اللّه في إجازته بخطّه ؛ حيث أعرب بكسر القاف بين فتح الحاء والظاء .
وكذا ما صنعه بعضٌ آخَرُ ؛ حيث أعرب بما ذكر .
ثمّ إنّه قد يذكر المبالغة في الحفظ بلفظٍ آخَرَ نحو : «عظيمُ الحفظِ» كما في ترجمة ابن عقدة وهو أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، ^۱۲ أو «أحفظُ الناسِ» كما في ترجمة عليّ بن الحسن بن فضّال، ^۱۳ أو «حَسَنُ الحفظِ» كما في ترجمة
محمّد بن عبد اللّه بن البهلول، ^۱۴ ومحمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي الفتح، ^۱۵
ومحمّد بن عبد اللّه الشيباني، ^۱۶ أو «حافظ حَسَنَ الحفظِ» كما في ترجمة عبد الرحمن بن الحسن القاشاني، ^۱۷ أو «مشهور بالحفظ» كما في ترجمة أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني . ^۱۸
وقد يذكر مجرّد الحفظ ، كما في ترجمة محمّد بن مسلم ؛ حيث ذكر أنّه حافظٌ . ^۱۹