رسالة في « أبي داود » - صفحه 43

فائدة [ 5 ] : [ في الترجمة ]

قال في المصباح : «وترجم فلان كلامه : إذا بيّنه و أوضحه . وترجم كلام غيره : إذا عبّر عنه بلُغَة غير لغة المتكلّم ـ إلى أن قال ـ : ووزن تَرْجَمَ فَعْلَلَ ، مثل دَحْرَجَ» . ۱
ومقتضى هذه العبارة أنّ الترجمَة بفتح الميم ، لا الضمِّ كما هو المشهور المعروف في الألسُن .
ومقتضاه أيضاً أنّ الترجمة بمعنى إيضاح معنى الكلام ، سواء كان الكلام كلامَ الموضح أو كلامَ غيره .
وظاهر الصحاح كونه بمعنى كلام الغير قال : «ويقال : قد ترجم كلامه : إذا فسَّره بلسانٍ آخَرَ» . ۲
لكن يمكن أن يكون الغرض إيضاحَ معنى الكلام بلسانٍ آخَرَ ، سواء اتّحد المتكلّم والموضح أم اختلفا .
فاستعمال الترجمة في شرح حال الشخص في كلمات أرباب الرجال من باب المجاز ، اللهمّ إلاّ أن يكون الترجمة بمعنى الإيضاح والتفسير بإيضاح الكلام من باب نسبة الترجمة إلى الكلام .
هذا ، وقد ذكر في المصباح : أنّ «ترجمان» اسمُ الفاعل ، وفيه لغات أجودُها فتحُ التاء وضمّ الجيم ، والثانية ضمّهما معاً بجعل التاء تابعةً للجيم ، والثالثة فتحهما بجعل الجيم تابعةً للتاء والجمع تَراجِم ، التاء والميم أصليّتان ثمّ حكى عن الأكثر أصالةَ التاء . ۳
لكن حكي عن الجوهري زيادة التاء بمقتضى ذكره في رجم ، ونقله عن نسخة من التهذيب وهو للأزهري . ۴
والأظهر الأصالة ، وهو مقتضى حوالة الحال من صاحب القاموس في رجم على ت ر ج م ، ۵ إلاّ أنّه عنون الترجمان فيما آخره الميم ، وكان الأحسن أن يعنون بما عنون به المصباح ، ۶ أو بالترجمة ثمّ يذكر الترجمان في الذيل .
والعجب أنّه لم يأت بالإيراد على الجوهري مع إصراره في الإنكار عليه .

1.المصباح المنير : ۷۴ (رجم) .

2.الصحاح ۵ : ۱۹۲۸ (رجم) .

3.المصباح المنير : ۷۴ (رجم) .

4.الصحاح ۵ : ۱۹۲۸ (رجم) .

5.القاموس المحيط ۴ : ۸۴ وص ۱۱۹ (رجم) .

6.المصباح المنير : ۷۴ (رجم) .

صفحه از 80