رسالة في « أبي داود » - صفحه 64

فائدة[ 9 ] : [ في «صحيح» ]

قد ذكر في بعض التراجم : «صحيح» كما في ترجمة حبيب الخثعمي ، ۱ والحسين بن بشّار ، ۲ وجرير بن عبد الحميد ، ۳ وعمر بن محمّد بن عبد الرحمن ، ۴ وعبّاس بن معروف ، ۵ وداود بن النعمان . ۶
وقد جرى شيخنا السيّد على دلالته على العدالة استنادا إلى عموم المقتضي قال : «فمُفاده صحيح من جميع الوجوه» .
أقول : إنّه لعلّ الظاهر كون الأمر من باب حذف المضاف إليه نحو : «وَ كُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَـلَ » .۷«أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الْأَسْمَآءُ الْحُسْنَى»۸ أي صحيح الحديث أو الرواية بقرينة ذكرهما في الموارد المتقدّمة ، فالأمر من باب العنوان السابق ، أي صحيح الحديث في وصف الراوي . وقد تقدّم عدم دلالته على العدالة ، وكونُ الغرض الاعتمادَ على الإسناد ؛ فالصحّة مستعملة في المقام في غير المعنى المصطلح عليه في لسان المتأخّرين من الفقهاء ؛ لاستعمالها هنا في اعتبار بعض أجزاء السند كما تقدّم في العنوان السابق ، والمدار في المعنى المعروف على عدالة جميع أجزاء ، السند فالحديث المحذوف بالمعنى اللغوي .
وكذا الحال في الرواية لو كانت هي المحذوفةَ في المقام .
ومع هذا نقول : إنّ الظاهر كون المحذوف هو الحديثَ أو الروايةَ ، ولو لم يكن الأمر على نهج الإضافة بأن يكون المضمر هو لفظةَ «في الحديث» بشهادة سياق المقام وغيره ممّا يأتي في سالم الجنبة ، وسليم الجنبة ، فالصحّة مستعملة في غير المعنى المصطلح عليه في لسان المتأخّرين من الفقهاء ؛ لكونها هنا صفةً للراوي ، والمدار في المعنى المشار إليه على كونها صفةً للرواية والحديثِ المحذوف بالمعنى اللغوي .
وكذا الحال في الرواية لو كانت هي المحذوفةَ في المقام .
فقد ظهر ضعف الاستناد على الدلالة على العدالة بعموم حذف المقتضي ،
لكن يمكن أن يقال بانصراف الصحّة إلى العدالة ، وكذا انصرافها إلى الإيمان ، كما مرّ في العنوان السابق .

1.رجال النجاشي : ۱۴۱ / ۳۶۸ .

2.خلاصة الأقوال : ۴۹ / ۶ .

3.انظر رجال الشيخ : ۱۶۳ / ۴۳ . وليس فيه : «صحيح» .

4.خلاصة الأقوال : ۱۱۹ / ۲ .

5.خلاصة الأقوال : ۱۱۸ / ۴ .

6.قاله النجاشي في أخيه علي بن النعمان : روى عن الرضا عليه السلام وأخوه داود اعلى منه وابنه الحسن بن علي وابنه أحمد ، رويا الحديث وكان علي ثقة ، وجها ، ثبتا ، صحيحا واضح الطريقة رجال النجاشي : ۲۷۴ / ۷۱۹ ولا بأس بالنظر لصفحة : ۱۵۹ / ۴۱۹ .

7.الفرقان (۲۵) : ۳۹ .

8.الاسراء (۱۷) : ۱۱۰ .

صفحه از 80