رسالة في « أبي داود » - صفحه 66

[ في «فلان أصحّ من فلان» ]

ثمّ إنّه قد يقال : «فلان أصحُّ من فلان» كما في ترجمة حسّان بن مهران ؛ حيث إنّه قد ذكر العلاّمة في الخلاصة ۱ كالنجاشي أنّه أصحُّ من صفوان وأوجَهُ . ۲
ويظهر الحال فيه بما سَمِعْتَ لكن لمّا عطف فيما ذكر الأوجه على الأصحّ فيبتني الأمر على الكلام في الأوجه بناءً ، على كون العطف من باب التفسير ، وإلاّ فلا .

فائدة[ 10 ] : [ في «سالم الجنبة» ]

قد يقال في بعض التراجم : «سالم الجنبة» كما في ترجمة أحمد بن محمّد بن طلحة ، وعليّ بن الحسن العاصمي ، ۳ وأحمد بن محمّد بن عاصم ؛ ۴ أو «سليم الجنبة» كما ذكر في حقّ عبد اللّه بن محمّد بن خالد ، ۵ وأخيه أبي محمّد الحسن . ۶
قيل : معناه : سليم الأحاديث وسليم الطريقة . ۷
وعن قائل : أنّ معناه سليم الطريقة . ۸
ومقتضى كلام المحقّق القمّي التوقّف بين سلامة الأحاديث وسلامة الطريق ؛ بل مقتضى كلامه التوقّف مطلقاً . ۹
وفي ترجمة زياد بن أبي غياث : «ثقة سليم» ۱۰ وفي ترجمة محمّد بن أحمد بن عبد اللّه بن مهران أنّه كان ثقةً سليماً . ۱۱
أقول : إنَّ الجَنَبَةَ بالتحريك : شقّ الإنسان أو غيره ، كما في القاموس . ۱۲ وإليه يرجع تفسيره بالناحية من الصحاح ۱۳ لو كان المقصود بالناحية الطرفَ الداخلَ ، كما يرشد إليه ما قاله في المصباح من أنّ الجنب من الناحية تعليلاً بأنّه ناحية من الشخص . ۱۴
وكذا يريد إليه ما يقال : «يُغسل الجانب الأيسر مقدّماً على الجانب الأيمن» لتفسير «الجانب» بالناحية في الصحاح .
والجَنْبَة بالإسكان : الناحية كما في الصحاح ؛ حيث قال : «ونزل فلان جَنْبَةً ، أي ناحيةً» . ۱۵ وكذا في القاموس . ۱۶
والمقصود بالناحية الطرف الداخل أو الخارج .
ولعلّ الأخير أظهر ، كما هو مقتضى عبارةالصحاح .
وكيف كان ، فالجنبة يُحتمل فيها الإسكانُ والتحريك ، ولعلّ الأوّل ۱۷ أظهر . ۱۸ وهي كناية عن الذات على الوجهين كما في الجَناب بالفتح ، سواء كان المقصود به
الفناءَ أو الناحيةَ .
وربّما يرشد ما في ترجمة إسماعيل بن شعيب ـ من أنّه سالم فيما يرويه ـ ۱۹ إلى كون الغرض سلامةَ الأحاديث .
وكذا يرشد إليه ما في ترجمة أحمد بن هلال من أنّه صالح الرواية . ۲۰
بل يرشد إليه ما يقال : «صحيح الحديث» كما في ترجمة جماعة كما مرّ .
وكذا ما يقال : «ثقة في الحديث» و «ثقة في الرواية» و «ثقة فيما يرويه» و «مسكون إلى روايته» و «مأمون على الحديث» .
بل يرشد إليه سياق المقام ؛ لكون فنّ الرجال موضوعاً للتعرّض لأحوال ناقلي الأخبار .
فالظاهر كون الغرض السلامةَ في النقل بشهادة المقام .
فقد بانَ ضعف ما لعلّه مستند القول بكون الغرض سلامةَ الرواية والمذهب من عموم حذف المتعلّق .
وبما ذكرنا يظهر الحال فيما يقال : «سليم» كما في ترجمة أحمد بن الحسن بن إسماعيل . ۲۱

1.خلاصة الأقوال : ۶۴ / ۸ .

2.رجال النجاشي : ۱۴۷ / ۳۸۱ .

3.رجال النجاشي : ۹۳ / ۲۳۲ . قاله في أحمد بن محمّد بن طلحة .

4.رجال ابن داود : ۴۲ / ۱۳۲ .

5.خلاصة الأقوال : ۱۱۰ / ۳۵ .

6.خلاصة الأقوال : ۱۱۰ / ۳۵ .

7.حكاه في منتهى المقال ۱ : ۸۴ بلفظ «قيل» .

8.انظر مقباس الهداية ۲ : ۲۳۸ .

9.القوانين المحكمة ۱ : ۴۸۵ - ۴۸۶ .

10.رجال النجاشي : ۱۷۱ / ۴۵۲ .

11.رجال النجاشي : ۳۴۶ / ۹۳۵ .

12.القاموس المحيط ۱ : ۵۰ (جنب) .

13.الصحاح ۱ : ۱۰۱ (جنب) .

14.المصباح المنير : ۱۱۰ (جنب) .

15.الصحاح ۱ : ۱۰۳ (جنب) .

16.القاموس المحيط ۱ : ۵۰ (جنب) .

17.في «د» : «الأخير» بدلاً عن «الأوّل» .

18.في «د» زيادة : «كما» .

19.الفهرست: ۱۱ / ۳۳؛ خلاصة الأقوال : ۹ / ۷.

20.رجال النجاشي : ۸۳ / ۱۹۹ .

21.الفهرست : ۲۲ / ۶۶ .

صفحه از 80