رسالة في « أبي داود » - صفحه 68

فائدة [ 11 ] : [ في «أخبل في آخر عمره» ]

قد حكى السيّد الداماد في الرواشح عن الشيخ في كتاب الرجال أنّه قال فى¨ ترجمة أحمد بن محمّد بن عيّاش : «كثير الرواية إلاّ أنّه أخبل في آخر عمره» . ۱
وجرى السيّد المشار إليه على أنّ «أخبل» من باب الإفعال من الخبل بالخاء المعجمة المفتوحة والباء الموحّدة . وهمزةُ القطع للصيرورة بمعنى صار ذا خَبال ، أي ذا فساد في عقله أو في روايته والخَبال في الأصل بمعنى الفساد ، وأكثرُ ما يُستعمل في العقول والحواسّ والأبدان والأعضاء وفي التنزيل الكريم « لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً »۲ فقال : فجماهير المصحّفين من ضعف التحصيل وقلّة البضاعة بدّلوه إلى اختلّ بالتاء المثنّاة من فوق وتشديد اللام من الاختلال .
أقول : إنّه قال النجاشي في الترجمة المذكورة : «واضطرب في آخر عمره» . ۳
وفي الفهرست : «واختلّ في آخر عمره» . ۴
وفي الخلاصة : «وأخبل واضطرب في آخر عمره» . ۵
ولايناسب عطف الاضطراب على الإخبال في عبارة الخلاصة ، بل لا مجالَ له لو كان المقصود بالإخبال اختلالَ العقل ، سواء كان العطف تفسيريّا ـ كما هو الظاهر ـ أو كان العطفُ غيرَ تفسيري .
والتعبير بالاضطراب في عبارة النجاشي يكشف عن كون المدار في عبارة الشيخ على الاختلال في الرواية ، فلا بأس بكون ما في عبارة الشيخ من الاختلال ، بل لو كان الغرض اختلالَ العقل ، فلا بأس بكون ذلك من الاختلال . والأوجَهُ تعيُّنُ كونِه من الإخبال .
ومع ما ذُكر رسْم الكتابة في عبارة الفهرست و الخلاصة مبنيٌّ على كون «اختلَّ» من الاختلال ، وحمل الكلّ ـ أعني عبارة الفهرست والرجال والخلاصة ـ على التصحيف ضعيفٌ .
هذا ، والظاهر أنّ المقصود ب «الرجال» في عبارة السيّد الداماد هو أُخت الفهرست ؛ قضيّةَ الاشتهار ، وعليه بنينا الأمر ؛ حيث نقلنا عبارةَ الفهرست ، وعبارةُ الرجال منطبقة على عبارة الفهرست ، ويمكن أن يكون المقصود هو الفهرستَ .

1.انظر رجال النجاشي : ۸۵ / ۲۰۷ ، وخلاصة الأقوال : ۲۰۴ / ۱۵ .

2.آل عمران (۳) : ۱۱۸ .

3.رجال النجاشي : ۸۵ / ۲۰۷ .

4.الفهرست : ۳۳ / ۸۹ .

5.خلاصة الأقوال : ۲۰۴ / ۱۵ .

صفحه از 80