رسالة في « أحمد بن محمد » - صفحه 147

فائدة [ 6 ] : [ في إضافة الأسماء إلى الألقاب ]

قد عدَّ النجاشي ۱ والشيخ في الفهرست ۲ من كتب أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود كتاب طيّء شعر عُجير السلولي وصنعته وشعر ثابت قطنة وصنعته . ۳
قال في القاموس في مادّة عجر : «وكزبير موضع وشاعر سلولي» . ۴
وقال في مادة السلّ : «وسلول فخذ من قيس ، وهم بنومرّة بن صعصعة» . ۵
وقال في مادّة قطن : «وأبو العلاء ابن كعب بن ثابت قطنة مضافا ؛ لأنّه أُصيبت عينه يوم سمرقند وكان يحشوها بقطنة» . ۶
وقال في الصحاح : «وقطنة لقب رجل وهو ثابت قطنة العتكي ، والأسماء تُضاف إلى ألقابها إذا كانا مفردين ، وتكون الألقاب معارفَ ، و تعرّف بها الأسماء ، كما قيل : قيس قفّة ، وزيد بطّة ، وسعيد كرز» . ۷
وقال في مادّة عتك : «وعتك حيّ من العرب ، ومنه فلان العتكي» . ۸
والظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أنّ التاء في قطنة في الأصل للوحدة ، فليس قطنة في ثابت قطنة من باب إضافة القطن إلى الضمير الراجع إلى ثابت .
وكذا الحال في عبارةالقاموس «وكان يحشوها بقطنة» .
والظاهر أنّه كان الغرض من الكتاب المذكور هو تزييفَ أشعار عُجير السلولي وثابت قطنة وصنعتها قضاءً لقضيّة معنى الطيّء .
ولعلّ الأظهر كون الغرض ذِكْرَ تلك الأشعار والصنعة المعمولة فيها .
هذا ، وما ذكره في الصحاح ـ من أنّ «الأسماء تُضاف إلى ألقابها إذا كانا مفردين» بعدَ اشتماله على المسامحة ؛ حيث إنّ اللقب إنّما يكون لقبا للمسمّى لا الاسم ، فكان المناسب أن يقول : إلى الألقاب ـ قد صرّح به ابن مالك في قوله :
وإن يكونا مفردين فأضِفْحتما وإلاّ أتبع الذي ردف۹
وعليه جرى بعض الفضلاء فيما ذكره من أنّه ربما تُوُهِّم أنّ الزهراء في قولنا : «يا فاطمة الزهراء» صفة لفاطمة ، وعلى هذا ففاطمة أيضا مرفوعة .
وليس الأمر كذلك ؛ لأنّ الزهراء لقب لفاطمة عليهاالسلام لاصفة لها ؛ لورود الرواية بأنّها سمّيت الزهراء ، ونقل الثقات أنّها لقب لها لاصفة لها ، وللتبادر أيضا ، وعلى هذا فتجب إضافة الاسم إليها وجعلها مجرورةً ، وجعلُ الاسم منصوبا على أنّه من باب المنادى المضاف .
لكن حكى الأزهري في التصريح عن ابن خروف : أنّه إذا كان الاسم مقرونا بأل ، أو كان اللقب وصفا في الأصل مقرونا بأل كهارون الرشيد ومحمّد المهديّ ، فلايُضاف الاسم إلى اللقب .
وظاهر الأزهري تقرير ذلك وتلقّيه بالقبول ، فما ذكره في الصحاح لايتمّ على إطلاقه .
وكذا لاتتمّ دعوى الإضافة في باب فاطمة الزهراء سلام اللّه عليها ، بل لابدّ من رفع الزهراء صفة لفاطمة ، إلاّ أنّه يمكن [أن يكون] المقصود بكون اللقب وصفا
في الأصل هو كونَ إطلاق اللقب في أوائل الأمر من باب التوصيف إلى أن تطرّق التلقّب بالتعيّن ، فيضاف فاطمة إلى الزهراء .
لكنّ الظاهر أنّ المقصود بكون اللقب وصفا في الأصل هو كونُ اللقب من المشتق ، فلابدّ من رفع الزهراء صفةً لفاطمة ؛ لكون زهراء مؤنّثَ أزهرَ ، نحو حمراءَ مؤنّثِ أحمرَ ، من الزهرة بمعنى البياض .
قال في المجمع : «سُمّيت الزهراءَ ؛ لأنّها إذا قامت في محرابها زهرَ نورها إلى السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض . وروي : أنّها سُمّيت الزهراءَ ؛ لأنّها خُلقت من نور عظمته» . ۱۰

1.رجال النجاشي : ۹۳ / ۲۳۰ .

2.الفهرست : ۲۷ / ۸۳ .

3.في رجال النجاشي : «كتاب طيّء ، شعر العُجير السلولي صنعته ، شعر ثابت قطنة صنعته» .

4.القاموس المحيط ۲ : ۸۸ (عجر) .

5.القاموس المحيط ۳ : ۴۰۸ (سلّ) .

6.القاموس المحيط ۴ : ۲۶۲ (قطن) .

7.الصحاح ۶ : ۲۱۸۳ (قطن) .

8.الصحاح ۴ : ۱۵۹۸ (عتك) وفيه : «عتيك» بدل «عتك» .

9.شرح ابن عقيل : ۶۷ ، العلم .

10.مجمع البحرين ۳ : ۳۲۱ (زهر) ، وانظر بحار الأنوار ۴۳ : ۱۲ ، ح ۵ ، باب أسماء سيّدة النساء وبعض فضائله عليهاالسلام ، وإحقاق الحقّ ۱۹ : ۱۶ .

صفحه از 161