رسالة في « أحمد بن محمد » - صفحه 87

[ طريقة الشيخ في التهذيبين ]

وقد تسرّى الطريقة المُشار إليها إلى الشيخ على ما ذكره المولى التقيّ المجلسي ؛ حيث إنّه قد حكى :
أنّه كثيرا ما يروي الكليني أوّلاً عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد ،
أو عن عِدَّة من أصحابنا عن أحمد ، ثمّ يُسقط محمّد بن يحيى أو العِدَّة .
ولاشكّ أنّ مراده محمّد بن يحيى أو عن عِدَّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد ، وأسقطهما للاختصار .
وكثيرا ما يروي الشيخ عن الكليني عن أحمد بن محمّد وغرض الشيخ غرض الكليني من إسقاط العِدّة أو محمّد بن يحيى .
ويُعترض على الشيخ أنّه سها ، وإن كان السهو من مثل الشيخ ليس ببعيد ، لكن مثل هذا السهو بعيد ؛ لأنّه وقع منه في التهذيب والاستبصار قريبا من مائة مرّة ، فيُستبعد أنّه كان سها أو توهّمَ أنّ الكليني يروي عنه .
بل يمكن أن يقال : عدم فهم الشيخ مُحالٌ عادةً ؛ فإنّ فضيلته أعظمُ من أن يُرتاب فيها . وذكر بعض الفضلاء في كلّ مرّةٍ حاشيةً مُشعرةً بغلَط الشيخ ، ولم يتفطّن أنّه تَبِعَ الكليني في الاختصار .
والذي تتبّعنا من غرض هذا الفاضل أنّ مُراده أن يذكر أنّه لايعمل بأخبار الآحاد ؛ لوقوع مثل هذه الأغلاط من أمثال هذه الفضلاء ، فكيف يجوز الاعتماد على خبر جماعة تقع الأغلاط الكثيره من أفضلهم ؟ ! ۱
ومقصوده ببعض الفضلاء هو الفاضل التستري .
لكن حكى في المنتقى عن الشيخ : أنّه يذكر طريقه إلى المبدوّ به في السند المحذوف عن صدره في الكافي بطريقه عن الكليني من غير تفطّن بتوسّط الواسطة المحذوفة في السند السابق . ۲
وقال المحقّق الشيخ محمّد في تعليقات الاستبصار مُشيرا إلى بعض الأسانيد : «هذا الإسناد مبنيّ على ما قبله ، وهذه طريقة القدماء ، وربما غفل عنها الشيخ ، فتَضيع بسببها أحاديثُ» . ۳

1.امام على عليه السلام : «الخائف لا عيش له ؛ كسى كه مى ترسد ، زندگى ندارد» (غرر الحكم ، ح۱۰۲۵۹ ؛ عيون الحكم والمواعظ، ص۳۰) .

2.روضة المتّقين ۱۴ : ۳۳۲ ، وأشار إليه أيضا في ص ۴۴ .

3.منتقى الجمان ۱ : ۲۴ ، الفائدة الثالثة .

4.امام على عليه السلام : «حلاوة الامن تنكدها مرارة الخوف و الحذر ؛ تلخى ترس و پروا ، شيرينى امنيت را از بين مى برد» (غرر الحكم ، ح۱۰۲۵۷ ؛ عيون الحكم والمواعظ، ص۲۳۲) .

5.انظر استقصاء الاعتبار ۲ : ۴۵۶ .

صفحه از 161