تنبيهات
[ التنبيه ] الأوّل : [ بيان حال أحمد بن محمّد العاصمي ]
إنّه ذكر النجاشي ۱ والشيخ في الفهرست ۲ وكذا في الرجال ۳ نقلاً في ترجمة أحمد بن محمّد العاصمي أنّه ثقة في الحديث .
وقد اتّفقت هذه اللفظة في تراجمَ أُخرى أيضا ، كترجمة أحمد بن أبي بشر ، ۴ وأحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، ۵ والحسين بن أبي سعيد ، ۶ والحسين بن أحمد بن المغيرة ، ۷ وعمّار بن موسى ، ۸ وغيرهم . ۹
وعن المشهور أنّها تفيد العدالة ، فيكون الحديث من باب الصحيح إن كان الراوي إماميا ، ومن باب الموثّق إن كان الراوي غير إمامي .
ويظهر من بعضٍ القول به ، ۱۰ بل ظاهر البعض الاتّفاق عليه . ۱۱
والأظهر أنّها تفيد المدح بعد إفادة التوثيق بثقة للعدالة ، فيكون الحديث من باب الحَسَن إن كان الراوي إماميّا ، ومن باب القويّ إن كان الراوي غير إمامي على ما فصّلنا الكلام فيه في الرسالة المعمولة في «ثقةٌ في الحديث» .
وفي المقام من باب الحسن ؛ لكون أحمدَ العاصميِ من باب الإمامي ؛ لغلبة الإماميّة في الرواية .
وكذا دلالة عدم ذكرسوء المذهب من الإمامي من أهل الرجال على كون الراوي إماميا .
وكذا دلالة عدم ذكر سوء المذهب من النجاشي على كون الراوي إماميا كما عن غير واحد . ۱۲
مضافا إلى أنّ كتاب النجاشي موضوع لذكر الإماميِّين بناءً على ما ذكره النجاشي في أوّل الكتاب من أنّه موضوع لذكر سلف الإماميّة ومصنّفاتهم . ۱۳
وكذا الحال في الفهرست على ما ذكره بعض المتأخّرين ؛ ۱۴ استدلالاً بأنّه فهرست كتب الشيعة وأُصولهم وأسماء المصنّفين منهم ، كما هو المصرّح به في نفسه .
لكنّه عجيب ؛ حيث إنّه وإن قال الشيخ في أوّل الكتاب :
فإنّي لمّا رأيت جماعة من شيوخ طائفتين من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا وما صنّفوه من التصانيف ورووه من الأُصول ، ولم أجد منهم أحدا استوفى ذلك وأحاطت به خزائنه من الكتب ، ولم يتعرّض أحد منهم باستيفاء جميعه ، إلاّ ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد اللّه ، فإنّه عمل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنّفات ، والآخر ذكر فيه الأُصول ، واستوفاهما على مبلغ ما وجده وقدر عليه ، غير أنّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا ، واخترم هو ـ رحمه اللّه ـ وعمد بعض الورثة إلى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب على ما حكى بعضهم عنه ، ولمّا تكرر من الشيخ ـ أدام اللّه علوّه وعزّه ـ الرغبة فيما يجري هذا المجرى ، وتوالى منه الحثّ على ذلك ورأيته حريصا عليه ، عمدت إلى عمل كتاب يشتمل على ذكر المصنّفات والأُصول من الإماميّة . ۱۵
وظاهر هذه العبارة : أنّ تأليف الفهرست لبيان أرباب المصنّفات والأُصول من الإماميّة ؛ حيث إنّ مقتضاها أنّ تأليف الفهرست لاستيفاء ما أراده شيوخ الطائفة من ضبط كتاب أصحابنا وما صنّفوه من التصانيف والأُصول .
وقوله : «أصحابنا» ظاهر في الإماميّة .
لكنّه قال بعد فصل يسير :
فإذا ذكرتُ كلّ واحد من المصنّفين وأصحاب الأُصول ، فلابدّ من أن أُشير إلى ما قيل فيه من التجريح والتعديل ، وهل يعوَّل على روايته أم لا ؟ وأُبِينَ عن اعتقاده وهل هو موافق للحقّ أو مخالف له ؟ إنّ كثيرا من أصحابنا ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كتبهم معتمدة . ۱۶
وهذه العبارة صريحة في أنّ الفهرست موضوع لبيان أرباب المصنّفات والأُصول من الرواة الإماميّة وغيرهم ،وجرى على تعميم «أصحابنا» في قوله : «مصنّفي أصحابنا» للإمامي وغيره بشهادة قوله : «ينتحلون المذاهب الفاسدة» . وكذا قوله سابقا على ذلك : «وأُبِينَ عن اعتقاده ، وهل هو موافق للحقّ أو مخالف له» مع أنّه جرى على ذكر فساد العقيدة من العاميّة وغيرها في تراجمَ شتّى . ۱۷
ومزيد الكلام موكول إلى ما حرّرناه في الرسالة المعمولة في «ثقةٌ» .
قوله في العبارة الأُولى : «أحمد بن الحسين بن عبيداللّه » هذا هو ابن الغضائري المعروفُ على ما جرى عليه جماعة . ۱۸
وعن الشهيد الثاني في إجازته لوالد شيخنا البهائي التصريحُ بكون ابن الغضائري هو والدَ أحمدَ ، أعني الحسين ، ۱۹ وهو المحكيّ عن بعض مَن تأخّر عنه . ۲۰
والحقّ هو الأوّل ، وشرح الحال موكول إلى ماحرّرناه في الرسالة المعمولة في باب ابن الغضائري .
ثمّ إنّ المولى التقيّ المجلسي جرى على توثيق أحمدَ العاصميِ في العبارة المتقدّمة منه عند الكلام في أحمد بن محمّد بن عيسى ، وهو مبنيّ على دلالة «ثقةٌ في الحديث» في كلام النجاشي والشيخ على العدالة ـ كما هو الظاهر ـ أو اشتباهِ «ثقةٌ في الحديث» ب «ثقةٌ» .
۱.رجال النجاشي : ۹۳ / ۲۳۲ .
۲.الفهرست : ۲۸ / ۸۵ .
۳.رجال الطوسي : ۴۵۴ / ۹۷ .
۴.رجال النجاشي : ۷۵ / ۱۱۸۱ .
۵.رجال النجاشي : ۸۰ / ۱۹۴ .
۶.رجال النجاشي : ۳۸ / ۷۸ .
۷.رجال النجاشي : ۶۸ / ۱۶۵ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۱۷ / ۱۱ .
۸.رجال النجاشي : ۲۹۰ / ۷۷۹ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۴۳ / ۶ .
۹.كالحسن بن عليّ بن فضّال كما في الفهرست : ۴۷ / ۱۶۳ ؛ وأحمد بن إبراهيم كما في الفهرست ۳۰ / ۸ .
۱۰.انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : ۶ ، وعدّة الرجال للكاظمي : ۱۸ .
۱۱.منتهى المقال ۱ : ۴۸ .
۱۲.حاوي الأقوال ۱ : ۱۰۷ ؛ الرواشح السماوية : ۶۷ ، الراشحة ۱۷ ؛ عدة الرجال ۱ : ۱۱۵ . ونقله عن الاستقصاء في منتهى المقال ۱ : ۴۳ ، تنقيح المقال ۱ : ۲۰۵ .
۱۳.رجال النجاشي : ۳ .
۱۴.عدّة الرجال ۱ : ۱۱۵ ، ونقله عن العلاّمة الطباطبائي في الفوائد الرجالية ، والمحقّق الداماد في تنقيح المقال ۱ : ۲۰۵ .
۱۵.الفهرست : ۱ . وليس فيه : «من الإماميّة» .
۱۶.الفهرست :۲ .
۱۷.انظر الفهرست : ۲۰ / ۵۴ ، و ص ۲۳ / ۶۰ ، و ص ۱۳ / ۳۲ .
۱۸.منهج المقال : ۳۹۸ ؛ تعليقة الوحيد البهبهاني : ۳۵ ؛ الرواشح السماوية : ۱۱۱ ، الراشحة ۳۵ ؛ روضة المتّقين ۱۴ : ۳۳۰ ؛ نقد الرجال ۱ : ۱۱۹ .
۱۹.بحار الأنوار ۱۰۸ : ۱۵۹ ، إجازة الشيخ الشهيد الثاني لوالد شيخنا البهائي .
۲۰.مجمع الفائدة والبرهان ۸ : ۴۵۵ ؛ عوائد الأيام : ۸۵۳ ؛ مقابيس الأنوار : ۸ .