رسالة في « حسين بن محمد » - صفحه 165

ومنه ـ سبحانه ـ الاستعانة للتتميم

وبعد فقد تكثر رواية الكليني عن الحسين بن محمّد ، ويروي الحسين بن محمّد تارة عن المعلّى بن محمّد عن الوشّاء ، واُخرى عن غير المعلّى ، وثالثةً عن المعلّى عن غير الوشاء .
وقد يروي الكليني عن الحسين بن محمّد الأشعري .
والمقصود بالحسين بن محمّد إنّما هو الحسين بن محمّد بن عامر ؛ لوقوع التقييد ب «ابن عامر» في باب أنّ الأئمّة وُلاة الأمر ، وهُم الناس المحسودون ، ۱ وكذا في باب صلة الأرحام ، ۲ وكذا في باب المستأكل بعلمه والمباهي به ، ۳ وغيرها ، مع أنّ صاحب المشتركات قد ذكر في ترجمة معلّى بن محمّد أنّه يروي عنه الحسين بن محمّد بن عامر . ۴
على أنّ النجاشي ذكر في ترجمة الحسين بن محمّد بن عمران أنّ له كتابا رواه محمّد بن محمّد عن أبي غالب الزراري عن الكليني عنه . ۵
والظاهر أنّه من باب النسبة إلى الجدّ الأعلى ؛ حيث إنّ عامر ابنُ عمران ، كما يقتضيه قول النجاشي : عبد اللّه بن عامر بن عمران بن أبي عمر الأشعري أبو محمّد شيخ من وجوه أصحابنا ثقة . ۶
قال الفاضل الجزائريى في الحاوي : وعامر وعمران لمسمّى واحد . ۷
قيل : وهو مقتضى ما عن المنتقى من التعبير بالحسين بن عامر ، وعدّ حديثه من الصحي . ۸
قوله : «وعدّ حديثه من الصحي» إذ لايتمّ هذا إلاّ بمداخلة توثيق النجاشي المذكور في ابن عمران ، والمداخلة مبنيّة على اتّحاد عمران وعامر ، مضافا إلى أنّ النجاشي والشيخ في الفهرست والرجال ذكر كلٌّ منهما في ترجمة معلّى بن محمّد أنّ له كتبا روى عنه الحسين بن محمّد بن عامر الأشعري . ۹
ومقتضاه كون الحسين بن محمّد الذي روى عنه الكليني ـ وهو يروي عن معلّى بن محمّد ـ هو ابنَ عامر ، فضلاً عمّا ذكره السيّد الداماد ـ نقلاً ـ من أنّ الحسين بن محمّد أحد أجلاّء مشايخ الكليني ، وقد أكثر في الرواية عنه في الكافي وصرّح باسم جدّه الأشعري في مواضع عديدة . ۱۰
قوله : «باسم جدّه الأشعري» إلى آخره ، هذا مبنيّ على جَعْل الأشعري في المواضع المشار إليها صفةً للجدّ بملاحظة القرب ، فالأشعري في الحسين بن عامر الأشعري ، المعنون في الخلاصة ۱۱ ـ كما يأتي ـ صفة لعامر .
لكنّ الظاهر أنّ ما يذكر في الكلام من المتعلّقات ـ كالصفة والضمير وغيرهما ـ يرجع إلى المقصود بالأصالة في الذكر ، ومن هذا أنّه لو تردّد التوثيق أو غيره رجوعا بين شخصين أحدهما مذكور بالأصالة والآخَر مذكور بالتبع ـ كما يتّفق في بعض الأحيان بل كثيرا ـ فالظاهر الرجوع إلى المقصود بالأصالة .
وقد استوفينا موارد تردّد التوثيق وغيره رجوعا بين شخصين في الرسالة المعمولة في «ثقة» .
لكن قد تشهد القرينة برجوع ما يتعلّق بالكلام إلى المذكور بالتبع ، وعليه المدار .
ومنه ما ذكره العلاّمة في الخلاصة من أنّ الحسين بن سعيد بن حمّاد بن مهران الأهوازي مولى عليّ بن الحسين عليهماالسلام ، ثقةٌ جليل القدر ، روى عن الرضا وعن أبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث عليهم السلام ، ۱۲ حيث إنّ قوله : «مولى عليّ بن الحسين» وإن كان الظاهر رجوعه إلى الحسين بن سعيد ، لكن مقتضى القرينة القائمة في المقام هو الرجوع إلى حمّاد بن مهران أو إلى مهران ، وإن أمكن القول بظهور الرجوع إلى حمّاد ؛ إذ لو رجع إلى الحسين بن سعيد يلزم أن يقارب عمره مائتي سنة ؛ لأنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام قُبض في سنة خمس وتسعين ، ۱۳ ومولانا الهادي عليه السلامقُبض في سنة أربع وعشرين ومائتين ، ۱۴ مضافا إلى لزوم أن يكون الحسين بن سعيد قد أدرك زمان عليّ بن الحسين والباقرين عليهم السلامولم يرو عنهم ، وهو في كمال البُعْد ، وفضلاً عمّا جرى عليه السيّد
السند النجفي من أنّ الحسين بن محمّد المبحوث عنه هو الحسين بن محمّد بن عامر . ۱۵
هذا ، والظاهر أنّ الحسين بن محمّد بن عامر ـ المشار إليه ـ هو الحسين بن محمّد الأشعري المعنون في الخلاصة ۱۶ والمذكور بالتوثيق ، وهذا التوثيق أحد التوثيقين الموجب اجتماعهما لعدّ حديث الحسين بن عامر من المنتقى صحيّا ، كما مرّ . ۱۷
وأيضا الظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أنّ الحسين بن محمّد بن عمران ـ المقصود بالحسين بن محمّد المذكور في صدر سند الكافي ، ۱۸ بناءً على اتّحاد عامر وعمران ـ غير الحسين بن عمران المذكور في الرجال والمعدود من أصحاب مولانا الصادق عليه السلام ، ۱۹ كما لايخفى .
وأيضاً الظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أنّ الحسين بن محمّد بن عمران المشار إليه متّحد مع الحسين بن أحمد بن عامر الأشعري المعنون في رجال الشيخ في «لم» ، ۲۰ كما حَكَم به الفاضل الاسترآبادي في رجاله الكبير في ترجمة الحسين بن أحمد بن عامر ، ۲۱ وكذا في ترجمة الحسين بن محمّد بن عامر . ۲۲
و «أحمد» سهو ، كما حَكَم به الفاضل المذكور في رجاله الوسيط في ترجمة الحسين بن أحمد بن عامر .
وأيضاً ذكر الفاضل الاسترآبادي في رجاله الكبير والوسيط كلاًّ من الترجمتين المذكورتين ، وعنون بين الترجمتين الحسين الأشعري القمّي ، وجرى على التردّد بين كونه هو الحسين بن أحمد بن إدريس ، وكونه هو الحسين بن عامر . ۲۳
ويُضعّف بأنّ الظاهر أنّ الحسين الأشعري هو الحسين بن محمّد كما سمعت ، فلا مجال لاحتمال كونه الحسين بن أحمد بن إدريس ، مع أنّ الظاهر أنّ أحمد بن إدريس هو أبو عليّ الأشعري الذي يروي عنه الكليني ، ۲۴ فالرواية عن الوالد تارةً واُخرى عن الولد بعيدة .
وأيضاً الحسين بن محمّد بن عامر يروي عن عمّه عبد اللّه بن عامر ، كما ذكره الشيخ في الرجال ، ۲۵ بناءً على كون «أحمد» سهواً عن «محمّد» .
بل ذكر الفاضل الاسترآبادي وقوع ذلك في أسانيد كثيرة .
ومنه ما رواه في الكافي ـ في باب صفة الوضوء ـ عن الحسين بن محمّد عن عبد اللّه بن عامر عن عليّ بن مهزيار عن محمّد بن يحيى عن حمّاد بن عثمان ، ۲۶ إلى آخره .
وما رواه في الكافي ـ في باب ما يوجب الغسل على الرجل والمرأة ـ عن الحسين بن محمّد عن عبد اللّه بن عامر عن عليّ بن مهزيار عن الحسين بن سعيد من محمّد بن الفضيل ، ۲۷ إلى آخره .
وما رواه في الكافي ـ في باب تكفين المرأة ـ عن الحسين بن محمّد عن عبد اللّه بن عامر عن عليّ بن مهزيار عن فضالة عن القاسم بن يزيد عن محمّد بن مسلم ، ۲۸ إلى آخره ، وغيرها .
ومنه ما في مشيخة الفقيه : وما كان فيه عن عبيداللّه المرافقي فهو مرويّ عن جعفر بن محمّد بن مسرور عن الحسين بن محمّد بن عامر عن عمّه عبد اللّه بن عامر عن أبي أحمد محمّد بن زياد الأزدي عن عبيداللّه المرافقي . ۲۹
وأيضاً جَعَل النجاشي في ترجمة الحسين بن محمّد بن عمران كنيةَ والد عمران «أبابكر» ۳۰ وفي ترجمة عبد اللّه بن عامر «أباعمر» ۳۱ والتنافي في البين بيّنٌ .

1.الكافي ۱ : ۲۰۵ ، ح ۱ ، باب أنّ الأئمّة هم ولاة الأمر وهم المحسودون .

2.الكافي ۲ : ۱۵۱ ، ح ۷ ، باب صلة الرحم ، وفيه : «الحسين بن محمّد» فقط .

3.الكافي ۱ : ۴۶ ، ح ۲ ، باب المستأكل بعلمه والمباهى به .

4.هداية المحدّثين : ۱۵۰ . وانظر منتهى المقال ۶ : ۲۹۹ / ۳۰۱۴ .

5.رجال النجاشي : ۶۶ / ۱۵۶ .

6.رجال النجاشي : ۲۱۸ / ۵۷۰ .

7.حاوي الاقوال ۱ : ۳۱۲ / ۲۰۲ .

8.منتقى الجمان ۱ : ۲۹۷ ، باب الدفن .

9.رجال النجاشي : ۴۱۸ / ۱۱۱۷ ؛ الفهرست : ۱۶۵ / ۷۳۲ ؛ رجال الشيخ : ۴۴۹ / ۱۳۳ .

10.تعليقة الداماد على رجال الكشّي ۲ : ۴۹۶ / ۴۱۶ .

11.خلاصة الأقوال : ۵۲ / ۲۴ .

12.خلاصة الأقوال : ۴۹ / ۴ .

13.الكافي ۱ : ۴۶۶ ، باب مولد عليّ بن الحسين عليهماالسلام ؛ الارشاد للمفيد ۲ : ۱۳۷ ؛ المناقب لابن شهرآشوب ۴ : ۱۷۵ .

14.انظر الكافي ۱ : ۴۹۷ ، باب مولد أبي الحسن على بن محمّد عليهماالسلام ؛ وإعلام الورى بأعلام الهدى ۲ : ۱۰۹ . وفيهما : «سنة أربع وخمسين ومائتين» .

15.رجال السيّد بحر العلوم ۴ : ۱۴۵ ، الفائدة : ۲۵ .

16.خلاصة الأقوال : ۵۲ / ۲۴ .

17.كما في منتقى الجمان ۱ : ۲۹۷ .

18.الكافي ۱ : ۲۴ ، ح ۲۰ و ۲۱ من كتاب العقل والجهل .

19.رجال الشيخ : ۱۷۰ / ۸۸ .

20.رجال الشيخ : ۴۶۹ / ۴۱ .

21.منهج المقال : ۱۱۱ .

22.منهج المقال : ۱۱۱ .

23.منهج المقال : ۱۱۰ .

24.نقد الرجال۲ : ۷۵ / ۱۴۰۹ .

25.رجال الشيخ : ۴۶۹ / ۴۱ ، وانظر هامش : ۲ .

26.الكافي ۳ : ۲۷ ، ح ۸ ، باب صفة الوضوء .

27.الكافي ۳ : ۴۷ ، ح ۷ ، باب ما يوجب الغسل على الرجل والمرأة .

28.الكافي ۳ : ۱۴۷ ، ح ۳ ، باب تكفين المرأة .

29.الفقيه ۴ : ۱۹ ، من المشيخة .

30.رجال النجاشي : ۶۶ / ۱۵۶ .

31.رجال النجاشي : ۲۱۸ / ۵۷۰ .

صفحه از 198