رسالة في « حسين بن محمد » - صفحه 189

فائدة [ 5 ] : [ في صاحب «قرب الإسناد» ]

قال النجاشي : عبد اللّه بن جعفر بن الحسين بن مالك بن جامع الحميري أبو العبّاس القمّي شيخ القمّيّين ووجههم . ثمّ عدَّ من كتبه كتابَ قرب الإسناد إلى مولانا الرضا عليه السلام وكتاب قرب الإسناد إلى أبي جعفر الجواد عليه السلام ، ثمّ عدَّ منها مسائل الرجال ومكاتباتهم أبا الحسن الثالث عليه السلام ، وكذا مسائل لأبي محمّد الحسن عليه السلامعلى يد محمّد بن عثمان العمري ، وكذا كتاب قرب الإسناد إلى صاحب الأمر عليه السلام . ۱
ومقتضاه أن يكون عبد اللّه قد أدرك خمسةً من الأئمّة و لعلّه بعيد وإن أمكن ؛ لأنّ مولانا الكاظم عليه السلام قُبض سنة ثلاث وثمانين على ما في الكافي ، ۲ وولد مولانا الحجّة سنة ستّ وخمسين ومائتين على ما رواه في الكافي ، ۳ فلو كان عمره بلغ تسعين يكفل إدراك الأئمّة الستّة ، وهو أمر ممكن .
وأيضاً قرب الإسناد المعروف إنّما هو معنون في صدر كتابه «قرب الإسناد إلى أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام» ولم يعدّه النجاشي ۴ من كتبه . وعلى هذا يلزم أن يكون مُدركاً لستّة من الأئمّة ، فيصير الأمر أدهى وأمرّ .
وفي المنتقى : ولكن راجعت كتاب قرب الإسناد لمحمّد بن عبد اللّه الحميري ، فإنّه متضمّن لكتاب عليّ بن جعفر . ۵
ومقتضاه أنّ قرب الإسناد المعروف تأليف الولد .
لكن قيل : إنّ مقتضاه أنّ محمّداً له كتاب قرب الإسناد كما أنّ لأبيه قربَ الإسناد . ۶
وقد جرى العلاّمة المجلسي في البحار على أنّ قرب الإسناد للوالد ، والولد راوٍ له ، قال :
كما صرّح به النجاشي ، وإن كان الكتاب له ـ أي الولد ، كما صرّح به ابن إدريس ـ فالوالد متوسّط بينه وبين مَنْ أوردناه من أسانيد كتابه . ۷
ثمّ قال :
وكان قرب الإسناد من الاُصول المعتبرة المشهورة ، وكتبناه من نسخة قديمة مأخوذة من خطّ الشيخ محمّد بن إدريس وكان عليها صورة خطّه هكذا : الأصل الذي نقلته منه كان فيه لحن صريح وكلام مضطرب فصوّرته على ما وجدته خوفاً من التغيير والتبديل . ۸
لكن نقول : إنّ النجاشي لم يعدّ قرب الإسناد المعروف من كتب الولد ، كما
سمعت . ۹
وقال المحدّث الحُرّ : قرب الإسناد للشيخ الجليل عبد اللّه بن جعفر الحميري ، وربما نسب إلى ولده محمّد ، والذي يظهر منه أنّه رواية الابن وتأليف الأب . ۱۰
وبالجملة ، فقد عرفت بما سمعت الاختلاف في المقام على قولين : القول بكون قرب الإسناد تأليفَ الوالد ، كما جرى عليه العلاّمة المجلسي ، والمحدّث الحُرّ ، والقول بكونه تأليفَ الولد ، كما هو مقتضى كلام صاحب المنتقى ، وإن احتمل مصيره إلى تعدّد قرب الإسناد بكون واحدٍ من المتعدّد تأليفَ الوالد وكون الآخَر تأليفَ الولد ، وهو المحكي عن ابن إدريس . ۱۱
وقد سكت الشيخ في الفهرست والرجال عن الوالد ، وسكت في الفهرست في ترجمة الولد عن قرب الإسناد .
ثمّ إنّه قد تكثّر في قرب الإسناد عبد اللّه بن الحسن العلوي عن جدّه عليّ بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهماالسلام . ۱۲
ومقتضاه أنّ عبد اللّه من أحفاد مولانا الكاظم عليه السلام ، لكن مقتضى الإسناد المذكور أنّ والد عبد اللّه هو الحسن ، والنسخة معتبرة على ظهرها بعض حواشيها بخطّ الفاضل الهندي .
ومقتضى ما تقدّم من النجاشي ۱۳ كون الوالد جعفر بن الحسين ، كما أنّ مقتضى الإسناد المذكور كونَ عليّ بن جعفر والدَ الحسن .
ومقتضى ما تقدّم من النجاشي كون والد الحسين مالك بن جامع ، اللهمّ إلاّ أن يحمل الجدّ على الأعلى . لكنّه بعيد ؛ لبُعْد رواية الشخص عن جدّه البعيد .
بقي أنّ قرب الإسناد على ثلاثة أجزاء ، وعندي نسخة في ظهرها إجازة من كاشف اللثام بخطّه الشريف لبعضٍ ، وفي الإجازة إجازة لرواية الكتب الثلاثة من قرب الإسناد إلى أئمّة العباد .

1.رجال النجاشي : ۲۱۹ ـ ۲۲۰ / ۵۷۳ .

2.الكافي ۱ : ۴۷۶ ، مولد أبي الحسن موسى بن جعفر عليهماالسلام .

3.الكافي ۱ : ۵۱۴ ، مولد الصاحب عليه السلام . وفيه : «ولد عليه السلام للنصف من شعبان سنه خمسة وخمسين ومائتين» .

4.انظر رجال النجاشي : ۳۵۴ / ۹۴۹ .

5.انظر مقدّمة قرب الإسناد : ۲۲ .

6.انظر مقدّمة قرب الإسناد : ۱۲ .

7.بحارالأنوار۱ : ۷ ، مصادر الكتاب .

8.بحارالأنوار۱ : ۲۶ ـ ۲۷ .

9.انظر رجال النجاشي : ۳۵۴ / ۹۴۹ .

10.وسائل الشيعة ۲۰ : ۴۰ .

11.السرائر ۳ : ۶۲۴ .

12.كما في قرب الإسناد : ۱۷۶ ، ح ۶۴۶ ؛ و ۲۱۳ ، ح ۸۳۴ ؛ و ۲۱۶ ، ح ۸۴۶ ؛ و۲۳۴ ، ح ۹۱۴ ؛ و۲۴۶ ، ح ۹۷۱ ؛ و۲۵۳ ، ح ۹۹۸ ؛ و ۲۶۱ ، ح ۱۰۳۲ .

13.رجال النجاشي : ۲۱۹ / ۵۷۳ .

صفحه از 198