ومنه ـ سبحانه ـ الاستعانة للتميم
وبعد ، فهذه كلمات في حفص بن غياث ، وسليمان بن داود المنقري ، وقاسم بن محمّد . وإنّما جمعنا بينهم ؛ لكثرة اجتماعهم في السند ، فنقول :
أمّا الأوّل : [ في حفص بن غياث ]
فقد ذكر الشيخ في الفهرست والرجال في أصحاب الباقر والصادق عليهماالسلام ، وكذا الكشّي : أنّه عاميّ . ۱
لكن سكت النجاشي عن كونه عاميّا . ۲ وهو يدلّ على كونه إماميّا ؛ بناءً على ما ذكره السيّد الداماد من أنّ عدم ذكر النجاشي كون الرجل عاميّا يدلّ على كونه إماميّا عنده . ۳
بل حكى بعض ۴ المتأخّرين في ترجمة عبد السلام الهروي عن المحقّق
الشيخ محمّد : أنّه ذكر في جملة كلامٍ له أنّه ذكرنا في بعض ما كتبنا على التهذيب أنّ عدم نقل النجاشيّ كون الرجل عاميّا يدلّ على نفيه .
بل عن الفاضل الجزائريّ في الحاوي :
أنّ إطلاق الأصحاب لذكر الرجل يقتضي كونه إماميّا ، فلا يحتاج إلى التقييد بكونه من أصحابنا وشبهه ، ولو صرّح به كان تصريحا بما علم من العادة . نعم ، ربما يقع نادرا خلاف ذلك ، والحمل على ما ذكرناه عند الإطلاق مع عدم صارفٍ متعيّن . ۵
واستجوده بعض المتأخّرين .
لكنّه إنّما يتمّ فيما لم يكن موضوعا من الإمامي لذكر الإمامي ، وإلاّ فلا حاجة إلى التمسّك بالسكوت في باب كون الرجل إماميّا ، فلا حاجة في باب النجاشي في كون الرجل إماميّا إلى التمسّك بسكوته ؛ لكون كتابه موضوعا لذكر الإماميّين ؛ قضيّةَ تصريحه في أوّل كتابه بأنّ تأليفه لذكر سلف الإماميّة ومصنّفاتهم ، إلاّ أنّه إنّما يتمّ لو لم يتّفق منه ذكر غير الإماميّ ، وإلاّ فلا يتمّ الحكم بكون الرجل إماميّا بدون التمسّك بأنّ ذكر الإمامي للرجل مع عدم ذكر كونه غير إمامي ظاهر في كونه إماميّا ؛ قضيّة أنّ الظاهر أنّ المترجم ـ سواء كان إماميّا أو غير إمامي ـ لا يسكت عن مذهب الرجل واعتقاده إلاّ فيمن ثبت عنده موافقته لمذهبه ، فإذا لم يذكر من مذهب الرجل شيئاً فظاهره أنّه يعتقد كونه موافقا له في المذهب . فالظاهر أنّ بناء أهل الرجال على ذكر المخالفة وعدم العلم بالموافقة ، لا على ذكر الموافقة ، إلاّ لداعٍ كدفع توهّم متوهّمٍ ، وإنكار منكرٍ ، بل قد نقل استقرار طريقة أهل الرجال واستمرار سيرتهم على ما ذُكر . وتفصيل الكلام موكول إلى ما حرّرناه في محلّه .
1.سوره نبأ ، آيه ۹ .
2.الفهرست : ۶۱ / ۲۳۲ ؛ رجال الشيخ : ۱۱۸ / ۵۰ ؛ وص ۱۷۵ / ۱۷۶ ، رجال الكشّي ۲ : ۶۸۸ / ۷۳۳ .
3.اُنظر : رجال النجاشي : ۱۳۴ / ۳۴۶ .
4.سوره فرقان ، آيه ۴۷ .
5.الميزان ، ج۲۰ ، ص۱۶۲ .
6.انظر الرواشح السماوية : ۶۷ ، الراشحة السابعة عشر .
7.وهو أبوعليّ الحائري في منتهى المقال ۴ : ۱۲۸ / ۱۶۱۸ .
8.سوره يونس ، آيه ۶۷ ؛ ر. ك: سوره نمل ، آيه ۸۶ ؛ سوره غافر ، آيه ۶۱ .
9.سوره انعام ، آيه ۹۶ .
10.حاوى الا ?وال ۱ : ۱۰۷ ، الفائدة الرابعة .